Tuesday 18 November 2014

"Tafsir Ahkam al-Qur'an" Ilkiya al-Harrasi

"Tafsir Ahkam al-Qur'an" Ilkiya al-Harrasi

oleh :

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الاول
مقدمة
الحمد لله الذي جعل القرآن هدى، والصلاة والسلام على النبي الهادي اما بعد
فإن الله تعالى قد شرف هذه الأمة، وخصها من بين سائر الأمم بخصائص عظيمة، حيث بعث فيها أكرم رسله ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وأنزل على نبيها أفضل كتبه، وهو القرآن الكريم ، ذلك الكتاب الذي "لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"[1]، من تمسك به فاز بدرَك الحق القويم.
فكان دستورَ الأمة على مر الأزمان ، فبه تهتدي ، وإليه تحتكم ، وعليه ترد ، ومنه تصدر ؛ بيدَ أنه لا يستطيع أحد أن يدرك معاني القرآن ، ويتدبر آياته ، إلا باتباع طريق من هو أعلم الناس بالقرآن ؛ رسولِ الهدى محمدٍ صلى الله عليه وسلم، إذ قال تعالى مخاطباً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم : "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"[2].
فلذا جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - هذا البيان الشامل للقرآن، وقد كان من بين هذا البيان جملة وافرة من المرويات ؛ ترتبط ارتباطاً مباشراً بالقرآن ، إما ببيان حكم ، أو توضيح معنى ، أو تقيييده أو تخصيصه ، أو نحو ذلك.
ولما رأى أهل العلم أهمية هذه المرويات شمروا عن ساعد الجد لجمع ما تفرق من شتات هذا الباب، فظهر من المؤلفات ما يعرف بـ"أحكام القرآن" ، وتكاثرت المصنفات فيه، ومن أشهرها يمكن سردها على الوجه التالي :
1.     (أحكام القرآن) للإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي المتوفى بمصر سنة 204 ه. وهو أول من صنف فيه. جمعه من كلامه البيهقي صاحب السنن ، وهو مطبوع.
2.     (أحكام القرآن) للشيخ أبي الحسن علي بن حجر السعدي المتوفى سنة 244 ه.
3.     (أحكام القرآن) للقاضي الامام أبي اسحق إسماعيل بن اسحق الأزدي البصري المتوفى سنة 282 ه. أظنه غير موجود.
4.     (أحكام القرآن) للشيخ أبي الحسن علي بن موسى بن يزداد القمي الحنفي المتوفى سنة 305 ه ، وهو على مذهب أهل العراق.
5.     (أحكام القرآن) للشيخ الامام أبي جعفر أحمد بن علي المعروف بالجصاص الرازي الحنفي المتوفى سنة 370 ه ، وهو مطبوع ومتداول.
6.     (أحكام القرآن) للشيخ الامام أبي الحسن علي بن محمد المعروف ب (الكيا الهراسي) الشافعي البغدادي المتوفى سنة 504 ه. وهو الذي نخبره له.
7.     (أحكام القرآن) للقاضي أبي بكر محمد بن عبد اللّه المعروف : بابن العربي الحافظ المالكي المتوفى سنة 543 ه. مطبوع ومتداول[3].

رموز المسئلة
-       كيف حاية المؤلف الشخصية والاجتماعية والعلمية؟
-       كيف التعريف للكتاب؟

مقصود الكتابة
لاستفاء وظيفة المحاضرة في دراسة التفسير القديم، وايضاح ما تعلق بتفسير المراغي، لنعرف احدى الكتب القديم بمعرفة حتى لا نسمع باسم كتابه فقط. ونيل النتيجة الممتازة عند المشرف في الدنيا، والثواب الذي يسببنا الى دخول الجنة عند الله في الآخرة بوسيلة هذه الدراسة. جعلها الله عملا صالحا.  آمين.




الباب الثاني
المبحث
المبحث الاول : حياة المؤلف الشخصية والاجتماعية
وفيه خمسة مطالب :
المطلب الأول : اسمه ، ونسبه ، وكنيته ، ولقبه .
المطلب الثاني : ولادته ونشأته.
المطلب الثالث : حالته الاجتماعية .
المطلب الرابع : صفاته .                              
المطلب الخامس : وفاته .

المطلب الأول  - اسمه ونسبه وكنيته ولقبه
هو الإمام ، شمس الإسلام ، عماد الدين ، علي بن محمد بن علي بن إبراهيم ، أبوالحسن، الطبري[4]، المشهور بإلكيا[5] الهرّاسي[6].
المطلب الثاني - ولادته ونشأته
تجمع كتب التراجم على أن ولادته كانت سنة (450هـ) في طبرستان ، وبعضهم يحددها بأنها كانت في الخامس من ذي القعدة ، كما ذكر ابن النجار ، السبكي[7].
ونشأ في طبرستان نشأته الأولى ، وتلقى تعليمه المبدئي فيها ، حتى بلغ من العمر الثامنة عشرة[8].
ويقول بعض من ترجم له : إنه تفقه في بلده قبل الخروج إلى نيسابور ، قاصداً إمام الحرمين[9]، وهذا قصارى ما تكلمت به كتب التراجم عن نشأته ، فلم يذكر فيها بيان حاله في بلده في هذه المدة التي قضاها فيه قبل رحيله إلى نيسابور ، ولم يذكر فيها أحوال بيته وبيئته التي نشأ فيها ، ولا شيوخه في صغره قبل أن يرحل .
المطلب الثالث - ىحالته الاجتماعية
كان الإمام إلكيا الهراسي قدوة للآخرين، إذ أن اشتغاله بالتعلم والتعليم لم يشغله عن مباشرة الحياة الاجتماعية، فقد تزوج وأنجب أولاداً مبتغياً في ذلك هدي كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وله من الأولاد : عبدالملك ، المتوفى سنة (567هـ)[10].
كما كان إلكيا الهراسي يكنى بأبي الحسن ، ولا يوجد للحسن ذكر في كتب التراجم.
وكان الإمام إلكيا الهراسي ثرياً ذا مال وغنى ؛ وذلك لأنه اتصل بخدمة مجد الملك بركيارق السلجوقي ، فحظي عنده بالمال والجاه ، يقول ابن خلكان : "اتصل بخدمة مجد الملك بركيارق بن ملكشاه السلجوقي ، وحظي عنده بالمال والجاه وارتفع شأنه ، وتولى القضاء بتلك الدولة"[11].
ويصفه الذهبي بأنه : "كان أحد الفصحاء ، ومن ذي الثروة والحشمة"[12].
المطلب الرابع - صفاته
وصف الإمام إلكيا الهراسي بأنه كان حسن الوجه والمنظر ، مليحاً مهيباً ، ذا جاه وحشمة ، نبيلاً كامل الفضل ، ذا سلوك حسن وأخلاق عالية ، ولذا سمي بـ"إلكيا" وهو يعني - كما سبق بيانه - بلغة الفرس "الكبير القدر ، المعظم والمقدم عند الناس".
وقد اشتهر إلكيا الهراسي بأنه جَهْوريُّ الصوت ، فصيح العبارة ، حلو الكلام .
قال ابن خلكان في وصفه : "كان حسن الوجه ، جهوري الصوت ، فصيح العبارة ، حلو الكلام"[13]، وبنحوه قال ابن كثير[14].
ووصفه الذهبي بقوله : "كان مليح الوجه ، جهوري الصوت فصيحاً ، مطبوع الحركات ، زكي الأخلاق"[15].
وكان - رحمه الله - متواضعاً يحترم الآخرين ، ويعرف فضلهم ، فقد جاء في سير أعلام النبلاء[16]، أنه كان إذا رأى أبا الخطاب محفوظ الكلوذاني الحنبلي - وهو أحد أقرانه - مقبلاً ، قال : "قد جاء الجبل"، وفي رواية أنه كان يقول : "قد جاء الفقه".
المطلب الخامس - وفاته
توفي - رحمه الله - في بغداد[17]، يوم الخميس[18]، وقت العصر[19]، مستهل شهر الله المحرم ، سنة (504هـ)[20]، وعمره أربع وخمسون ، رحمه الله ، وأسكنه فسيح جناته .

المبحث الثاني : حياته العلمية
وفيه سبعة مطالب :
المطلب الأول : طلبه للعلم ، ورحلاته فيه .
المطلب الثاني : أشهر شيوخه .
المطلب الثالث : أشهر تلاميذه .
المطلب الرابع : مكانته العلمية ، وثناء العلماء عليه .
المطلب الخامس : عقيدته.
المطلب السادس : مذهبه الفقهي .
المطلب السابع : آثاره العلمية .



المطلب الأول - طلبه للعلم ، ورحلاته فيه .
بدأ الإمام إلكيا الهراسي حياته العلمية من بلده طبرستان ، فتفقه بها ، ثم رحل إلى نيسابور قاصداً إمام الحرمين ، وعمره ثماني عشرة سنة[21]، فلازمه حتى برع وتخرج به، وكان من رؤوس مفيدي إمام الحرمين في الدرس[22].
وكان - رحمه الله - مجداً ومجتهداً في طلب العلم ، مواظباً على الإفادة والاستفادة ، قال عن نفسه : "كانت في مدرسة سرهنك[23] بنيسابور قناة لها سبعون درجة ، وكنت إذا حفظت الدرس أنزل القناة ، وأعيد الدرس في كل درجة مرة في الصعود والنزول ، وكذا كنت أفعل في كل درس حفظته"[24].
وكان يحفظ الحديث ، ويناظر فيه ، وهو القائل "إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح ، طارت رؤوس المقاييس في مهاب الرياح"[25].
أما عن رحلاته : فبعد أن برع وتخرج على إمام الحرمين ، خرج من نيسابور إلى بيهق ، وقام بها مدة مدرساً ، ثم خرج منها إلى العراق ، وتولى تدريس المدرسة النظامية ببغداد ، وظل مدرساً ، عظيم الجاه ، يتخرج عليه الأئمة إلى أن توفي[26].
المطلب الثاني - أشهر شيوخه
لم تذكر المصادر التي ترجمت للإمام إلكيا الهراسي سوى ثلاثة من شيوخه ، وهم :
1- إمام الحرمين[27]، وهو الإمام عبدالملك بن عبدالله بن يوسف ، أبوالمعالي ، الجويني ، النيسابوري ، الأصولي ، الأديب ، الفقيه الشافعي ، قال الذهبي : "الإمام الكبير شيخ الشافعية".
له تصانيف كثيرة منها : "البرهان"، و"التلخيص"، و"الورقات" في أصول الفقه ، توفي سنة (478هـ)[28].
2- أبوالفضل ، زيد بن صالح الآملي الطبري[29].
3- أبوعلي ، الحسن بن محمد الصفار[30].
المطلب الثالث - أشهر تلاميذه
تتلمذ على الإمام إلكيا الهراسي أئمة أجلاء منهم :
1- أحمد بن علي بن محمد الوكيل ، أبوالفتح البغدادي ، المعروف بـ"ابن برهان"، كان حنبلي المذهب ، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي ، كان متبحراً في الأصول والفروع ، تفقه على أبي حامد الغزالي ، وإلكيا الهراسي ، تولى التدريس بالنظامية ببغداد مدة يسيرة، من مصنفاته : "الوصول إلى الأصول"، و"الوجيز"، و"الأوسط" في أصول الفقه، توفي سنة (518هـ)، وقيل : سنة (520هـ)[31].
2- سعيد بن محمد بن أحمد ، أبومنصور الرزاز ، أحد أئمة الشافعية في بغداد ، تفقه على الغزالي ، وإلكيا الهراسي ، وساد وصارت إليه رئاسة المذهب ، كان ذا سمت حسن ووقار وجلالة ، توفي سنة (539هـ)[32].
3- عبدالله بن محمد بن غالب ، أبومحمد الجيلي ، تفقه على إلكيا الهراسي في بغداد ، ثم انتقل إلى الأنبار وسكنها ، كان كثير المحفوظ ، دائم العبادة ، توفي سنة (560هـ)[33].
4- أحمد بن محمد السِّلَفي ، أبوطاهر الأصبهاني ، كان حافظاً ناقداً مستيقناً ثبتاً ديناً ، انتهى إليه علو الإسناد ، وكان أوحد زمانه في علم الحديث ، وأعلمهم بقوانين الرواية، ورد بغداد ، واشتغل بها على إلكيا الهراسي في الفقه ، من مصنفاته : "معجم شيوخ أصبهان"، و"معجم شيوخ بغداد"، توفي سنة (576هـ)[34].
وغيرهم من التلاميذ ، هؤلاء أشهرهم .
المطلب الرابع - مكانته العلمية ، وثناء العلماء عليه
كان إلكيا الهراسي إماماً عالماً بارعاً ، يتمتع بمنزلة علمية عالية ، أهلته أن يكون مدرساً في المدرسة النظامية في بغداد .
وقال الحافظ عبد الغافر الفارسي ، أحد زملائه في التلمذة على إمام الحرمين : "إلكيا الهراسي ، أبوالحسن ، الإمام البالغ في النظر مبلغ الفحول"[35].
وقال ابن الأثير : "كان من أعيان فقهاء الشافعية"[36].
وقال الذهبي : إلكيا العلامة ، شيخ الشافعية ، ومدرس النظامية"[37].
وقال السبكي : "الإمام شمس الإسلام ، أبوالحسن ، إلكيا الهراسي ، الملقب عماد الدين، أحد فحول العلماء ورؤوس الأئمة فقهاً وأصولاً وجدلاً وحفظاً لمتون أحاديث الأحكام"[38].
وقال الأسنوي : "كان إماماً نظاراً ، قوي البحث ، دقيق الفكر"[39].
وقال ابن كثير : "كان من أكابر العلماء ، وسادات الفقهاء"[40]
المطلب الخامس - عقيدته
الذي يظهر من بعض كلام الإمام إلكيا الهراسي ، أنه أشعري العقيدة[41]، شأنه شأن شيخه إمام الحرمين ، وزميله أبي حامد الغزالي .
قال في كتابه أحكام القرآن عند قوله تعالى : { إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ ورسوله } [ المائدة : الآية 33] ما نصه : "وذلك مجاز ، إلا أنه ذكر ذلك تشبيهاً بالمحارب حقيقة ؛ لأنه خرج في صورة المحاربة ، وأريد بهذا التشبيه تعظيم الأمر ، كما قال : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ } [ الأنفال : الآية 13] ومعنى المشاقة أن يصير كل واحد منهما في شق يتأثر به صاحبه.
وقال : { يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } [ المجادلة : الآية 20] ومعنى المحادة : أن يسير كل واحد منهما في حد على وجه المفارقة ، وذلك يستحيل على الله ، إذ ليس في مكان فيشاق أو يحاد"[42].
وقال في قوله تعالى : { يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا } [ البقرة : الآية 9]: "هو مجاز في حق الله تعالى ؛ فإن الخديعة إخفاء الشيء ، ولا يخفى على الله شيء..."[43].
وقال الزركشي : "قال الغزالي وإلكيا الهراسي : وأما أحاديث الصفات ، فكل ما صح تطرق التأويل إليه ولو على بُعْدٍ قُبِلَ ، وما لا يؤول وأوهم فهو مردود"[44].
وجاء في النجوم الزاهرة أن الإمام إلكيا الهراسي وعظ الناس ، وذكر مذهب الأشعري فرجم ، وثارت الفتن[45].
المطلب السادس - مذهبه الفقهي
يعد الإمام إلكيا الهراسي - رحمه الله - من أئمة فقهاء الشافعية ؛ إذ يقول في كتابه أحكام القرآن :
"فإني لما تأملت مذاهب القدماء المعتبرين ، والعلماء المتقدمين والمتأخرين ، واختبرت مذاهبهم وآراءهم ، ولحظت مطالبهم وأبحاثهم ، رأيت مذهب الشافعي - رضي الله عنه وأرضاه - أسدّها ، وأقومها ، وأرشدها ، وأحكمها ، حتى كان نظره في كبر آرائه ، ومعظم أبحاثه يترقى عن حد الظن والتخمين ، إلى درجة الحق واليقين..."[46].
وقال عنه ابن الأثير : "كان من أعيان الفقهاء الشافعية"[47].
وقال الذهبي : "شيخ الشافعية"[48]. وقال ابن كثير : "أحد الفقهاء الكبار ، من رؤوس الشافعية"[49].
المطلب السابع - آثاره العلمية 
إلى جانب العلماء النبلاء الذين تتلمذوا وتخرجوا على الإمام إلكيا الهراسي ، فقد خلف آثاراً علمية ، تتمثل في كتبه العديدة التي صنفها في التفسير والأصول والخلاف.
يقول الذهبي في وصف مصنفاته : "له تصانيف حسنة"[50].
ومن مؤلفاته :
1) أحكام القرآن ، وهو كتاب في التفسير الفقهي للقرآن ، وسيأتي - إن شاء الله - في الفصل الثالث دراسة عنه .
2) التعليق في أصول الفقه[51].
3) تلويح مدارك الأحكام[52].
4) مطالع الأحكام[53].
ويبدو أن الكتابين الأخيرين في أصول الفقه ، فقد نقل الزركشي عنهما مسائل في أصول الفقه.
5) شفاء المسترشدين في مباحث المجتهدين[54]، قال السبكي : "هو من أجود كتب الخلافيات"[55].
6) لوامع الدلائل في زوايا المسائل[56].
7) نقض مفردات الإمام أحمد[57]، وهو كتاب في الرد على ما انفرد به الإمام أحمد من المسائل الاجتهادية عن الأئمة الثلاثة ، قال الذهبي : "لم ينصف فيه"[58].
المبحث الثاني - التعريف بالكتاب
وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : منهج المصنف فيه إجمالاً .
المطلب الثاني : مصادره فيه .
المطلب الثالث : قيمته العلمية.

المطلب الأول - منهج المصنف فيه إجمالاً[59].
يمكن تلخيص منهجه في كتابه بما يلي :
1-    عُني مؤلفه بتفسير آيات الأحكام فقط ، وقد يتعرض لبيان معاني بعض الآيات الأخرى، على سبيل الإيجاز والاختصار.
2- أما عن طريقته في التفسير ، فهي كما يلي :
- يذكر الآية ، ثم يفسرها بآية أخرى ، والذي يسمى تفسير القرآن بالقرآن .
مثاله : تفسير قوله تعالى : { فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا } [الإسراء : الآية 33] .
قال إلكيا الهراسي : "وعلى هذا المعنى قوله تعالى : { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ } [ البقرة : الاية 178]".
- وأحياناً يذكر الآية ، ويفسرها بنفسه ، ويذكر مثيلاً لها من الآيات .
مثاله : تفسير قوله تعالى : { وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ... } [ هود : الآية 113]
قال إلكيا الهراسي : "يدل على النهي عن مجالس الظالمين ، ومؤانستهم ، والإنصات إليهم ، وهو مثل قوله تعالى : { فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [ الأنعام : الآية 68]"[60].
- فإذا لم يكن ثَمَّ دليل من القرآن تفسر به الآية ، فإنه يورد من السنة ما يفسرها .
مثاله : تفسير قوله تعالى : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ... } [الأحزاب : الآية 6] .
قال إلكيا الهراسي : "معناه : ما قاله - عليه الصلاة والسلام -: (( أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ، وأيما رجل مات ، وترك ديناً فعليَّ ، وإن ترك مالاً فهو لورثته ))[61].
- ويدلِّل على الآية بذكر سبب النزول إن وجد ؛ ليوضح معناها :
مثاله : تفسير قوله تعالى : { حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ... } [ البقرة : الآية 187]..
قال إلكيا الهراسي : "كان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه خيطاً أبيض وخيطاً أسود ، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبينا ، قال : فذكر سهل بن سعد الساعدي - وهو راوي الحديث - أنهم كانوا على ذلك حتى نزل قوله تعالى : { مِنَ الْفَجْرِ } ، فعلموا أنه إنما عنى بذلك الليل والنهار"[62].
- وينقل عن الصحابة والتابعين في تفسير الآيات ، وقد أكثر من ذلك .
مثاله : تفسير قوله تعالى : { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ... } [ البقرة : الآية 196].
قال إلكيا الهراسي : فالمنقول عن عمر وعلي وسعيد بن جبير وطاوس أن الإتمام فيهما أن تحرم بهما من دويرة أهلك ، وقال مجاهد : إتمامها بلوغ آخرهما بعد الدخول فيهما"[63].
- وإذا نقل خلافاً ، فإن شخصيته في الغالب تظهر بترجيحه أحد الأقوال .
مثاله : تفسير الآية السابقة : { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ... } .
لما نقل إلكيا الهراسي الخلاف في تفسيرها - وقد سبق ذكره - قال بعد أن أورد قول مجاهد : "وذلك أشبه بالظاهر ، ودل عليه ما بعده ، فإنه قال : { فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ... } [ البقرة : الآية 196]"[64].
- والغالب في نقله الخلاف أنه ينقله عن السلف - وقد سبق ذكر مثال له -، وفي أحايين كثيرة يذكر الخلاف بين أئمة المذاهب : أبي حنيفة ، ومالك ، والشافعي وغيرهم ، مثاله : تفسير قوله تعالى : { وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ } [البقرة : الآية 196].
قال إلكيا الهراسي : "زعموا أن مطلق المحل هو الحرم ؛ لقوله عزوجل : { ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ } [ الحج : الآية 33]...، قال : وقد جوز مالك والشافعي وأبوحنيفة ذبح هدي الإحصار في الحج متى شاء ، وأبويوسف ومحمد والثوري لا يرون الذبح قبل يوم النحر..."[65].
ونادراً أن يورد قولاً للإمام أحمد.
- ويسير في الترجيح وتبيين المسائل على مذهب الشافعي، وقد نبه على ذلك في أول كتابه، فقال : "... ولما رأينا الأمر كذلك ، أردت أن أصنف في أحكام القرآن كتاباً أشرح فيه ما انتزعه الشافعي - رضي الله عنه - من أخذ الدلائل في غوامض المسائل..."[66].
- وفي أحيان ليست بقليلة يكتفي بتفسير الآية بتعليق يورده من نفسه .
مثاله : تفسير قوله تعالى : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ... } [البقرة : الآية 29]
قال إلكيا الهراسي : "يدل على إباحة الأشياء في الأصل إلا ما ورد فيه دليل الحظر"[67].
- يهتم إلكيا الهراسي ببيان النسخ في الآية المورَدة ، إذا كان فيها نسخ .
مثاله : تفسير قوله تعالى : { وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ... } [ البقرة : الآية 191].
قال إلكيا الهراسي : "منسوخ بقوله تعالى : { فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } [ التوبة : الآية 5][68].
3- أما عن منهج إلكيا الهراسي في إيراد الأحاديث والآثار فهو كما يلي :
- استفاد إلكيا الهراسي في إيراد الأحاديث والآثار من كتاب أحكام القرآن للجصاص ، وكتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل بن إسحاق ، خاصة الأول ، فإنه كثيراً ما ينقل منه ، ويعزو إليه على قلة[69]، وأما الثاني فيصرح بالعزو إليه .
مثاله : قال إلكيا الهراسي : "والقاضي إسماعيل بن إسحاق يرويه في أحكام القرآن عن الحسن قال : "حدثني معقل بن يسار..." [70].
- أما درجة هذه الأحاديث ، فالغالب فيها الحسن والصحيح ، ويوجد فيها جملة وافرة من الضعيف ، وقد خلت - فيما أحسب - من الموضوع .
- أما عن أحكامه على الحديث فهي نادرة ، وإذا أورد حكماً فالغالب أنه نقله عن الجصاص ، وقد ينقله عن إسماعيل بن إسحاق .
مثاله : قال إلكيا الهراسي : "... عن أبان بن أبي عياش ، عن أنس بن مالك ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (( كل مما طفا على البحر )) ، وأبان بن أبي عياش ليس هو ممن يثبت ذلك بروايته ، وقال شعبة : لأن أزني أحب إلي من أن أروي عن أبان بن أبي عياش"[71].
وهذا الكلام الذي نقله إلكيا موجود بحذافيره في أحكام القرآن للجصاص[72].
مثال آخر : قال إلكيا الهراسي : "وحديث القبلة منكر - يعني حديث عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ، ولم يتوضأ - ثم نقل عن إسماعيل بن إسحاق ما يدل على إنكاره[73].
- وفي أحايين قليلة جداً يزيد على تعليق من حكم على الحديث.
مثاله : قال الجصاص : "وقد روي عن الحسن أيضاً هذه القصة - أي قصة أخت معقل ابن يسار ، حيث كانت تحت رجل ، فطلقها ، ثم أراد أن يراجعها ، فأبى عليه معقل - وأن الآية نزلت فيها ، ... قال الجصاص : وحديث الحسن مرسل"[74]، نقل هذا إلكيا الهراسي وقال : "لكنه مشهور ، والمرسل عندهم حجة"[75].
4- ويذكر إلكيا الهراسي بعض القراءات التي لها أثر في الحكم ، وهذا قليل في كتابه .
مثاله : قال إلكيا الهراسي : "قوله تعالى : { وَأَرْجُلَكُمْ } [ المائدة : الآية 6] فيه قراءتان : النصب ، والجر"[76]، ثم شرع يوجهها .
5- ويلاحظ في كتابه ذكر للقواعد الأصولية .
مثاله : قوله تعالى : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } [البقرة: الآية 29] .
قال إلكيا : "يدل على إباحة الأشياء في الأصل إلا ما ورد فيه دليل الحظر"[77].
وقال في موضع آخر : "الأصل اتباع العموم ، وترك المشكوك فيه"[78].
وقال في موضع آخر : "تعارض المبيح والمحرم يقتضي التحريم لا محالة"[79].
6- ومما يلاحظ في كتابه أن نفسه في أول كتابه أطول منه في أوسطه وآخره ، وهذا واضح لمن قلَّب الكتاب وأمعن النظر فيه[80].
المطلب الثاني- مصادره فيه
مما لا شك فيه أن كثيراً من أصحاب التصانيف قد يظهر عليهم من خلالها التأثر بمن سبقهم ، وهم في ذلك بين مستقل ومستكثر ، وإلكيا الهراسي في كتابه أحكام القرآن قد ظهر تأثره بمن سبقه جلياً ، وهذا بيان بالكتب التي استفاد منها ، أذكرها مرتبة على حسب استفادة إلكيا منها في كتابه :
1) أحكام القرآن لأبي جعفر الرازي الحنفي ، المعروف بالجصاص ، المتوفى سنة 370هـ، وقد استفاد الإمام إلكيا الهراسي منه كثيراً ، حتى أنه ينقل منه نصوصاً ومسائل بحروفها، وقد يصرح بالنقل ، وقد لا يصرح ، وهو الغالب.
مثاله فيما صرح به :
قال إلكيا الهراسي : "وروى الرازي عن علي أنه قال : "ما طفا من صيد البحر فلا تأكله"[81].
ومثاله فيما لم يصرح به :
قال إلكيا الهراسي في قوله تعالى : { هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ ... } [ البقرة : الآية 187] قال : "يعني كاللباس لكم في إباحة المباشرة ، وملابسة كل واحد منهما لصاحبه ، ويحتمل أن يراد باللباس الستر ؛ لأن اللباس هو ما يستره ، وقد سمى الله تعالى الليل لباساً ؛ لأنه يستر كل شيء يشتمل عليه بظلامه ، فالمراد بالآية أن كل واحد منهما يستر صاحبه عن التخطي إلى ما يهتكه ، ويكون كل واحد منهما متعففاً بالآخر مستتراً به"[82].
وهذا الكلام نقله إلكيا الهراسي من أحكام القرآن للجصاص بحروفه[83]، وهذا كثير في كتابه.
2) أحكام القرآن للقاضي أبي إسحاق إسماعيل بن إسحاق البصري المالكي ، المتوفى سنة 282هـ.
نقل إلكيا الهراسي عنه بعض الآراء والنصوص .
مثاله : بعد أن نقل إلكيا الهراسي بعض الأحاديث في أن قبلة المرأة لا تنقض الوضوء ، قال : "كل ذلك رواه القاضي إسماعيل بن إسحاق بأسانيده المتصلة في كتاب أحكام القرآن..."[84].
3) أحكام القرآن لأبي الحسن علي بن موسى القُمِّي الحنفي ، المتوفى سنة 305هـ.
وقد نقل عنه إلكيا الهراسي ؛ لكن على قلة ، فمن ذلك :
قال إلكيا الهراسي عند قوله تعالى : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ... } [ التوبة : الآية 60] قال : "وذكر علي بن موسى القمي أنهم أجمعوا على أن المكاتب مراد، واختلفوا في عتق الرقاب، وذكر هو وجوهاً بينة في منع ذلك"[85].
4) أحكام القرآن لأبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي الحنفي ، المتوفى سنة 321هـ.
وقد نقل عنه إلكيا الهراسي على قلة ، فمن ذلك :
يقول إلكيا الهراسي عند قوله تعالى : { وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [ الأنفال : الآية 16] يقول : "وذكر الطحاوي أن مالكاً سئل ، فقيل له : أيسعنا التخلف عن قتال من خرج عن أحكام الله تعالى ، وحكم بغيرها ؟ فقال مالك : إن كان معك اثنا عشر ألفاً مثلك فلا يسعك التخلف ، وإلا فأنت في سعة من التخلف..."[86].
المطلب الثالث - قيمته العلمية
تتضح أهمية هذا الكتاب من خلال النقاط التالية:
1) يعتبر هذا الكتاب من أهم المؤلفات في التفسير الفقهي الشامل عند الشافعية ، ومن أول ما وصل إلينا مطبوعاً في مذهبهم .
2) هذا الكتاب يعد من كتب الأحكام المتقدمة نسبياً ، فمؤلفه من علماء القرن الخامس.
3) أن من ميزات الكتاب إيراد المؤلف فيه ما يزيد على تسعمائة حديث وأثر للاستدلال بها.
4) ترجيحه في بعض المسائل التي يوردها ، مما يدل على أنه ليس مجرد ناقل للمذهب ، بل يبدي ما يظهر له أنه هو الصحيح .
5) أن لغة الإمام إلكيا في كتابه لغة سلسلة تفهم بمجرد القراءة دون عناء ؛ حيث جنب كتابه غوامض الألفاظ.
الباب الثالث
خاتمة
وكل ما تقدم منقول مما قد قدمه صالح بن فريح البهلال- الزلفي في رسالته الأحاديث والآثار الواردة في أحكام القرآن للكيا الهراسي تخريجا ودراسة من أول الكتاب إلى نهاية الآية ذات الرقم (234) من سورة البقرة لنيل درجة ماجستير. وقد بحثت وتبحّثت واستبحثت عمّا فيها هل يلائم بمراجع المستخدمة ام لا، ربما تركت ما لايهتم فيها بنظر موضوعنا. وأنا نفسي هنا كالقارئ والمستفيد والمتفهم والمخبر لكم. رب انفعنا بما علمتنا وعلمنا الذي ينفعنا وفقهنا وأهلنا وقرابة لنا في ديننا. والحمد لله رب العالمين.


المراجع
ابن الدمياطي، الحافظ أبي الحسين أحمد بن أيبك بن عبد الله الحسامي (المتوفى : 749 هـ)، المستفاد     من ذيل  تاريخ بغداد.
أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ)، البداية والنهاية (دار إحياء       التراث   العربي).
أبو الفرج، عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي ، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (دار صادر بيروت).
ابن الأثير، عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، الكامل في التاريخ.
أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (دار       صادر :  بيروت).
أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر بن قاضي شهبة، طبقات الشافعية (بيروت : عالم الكتب).

الجصاص، أحمد بن علي المكني بأبي بكر الرازي الحنفي، أحكام القرآن (بيروت : دارلكتب العلمية،         1405  ق).
الذهبي، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، العبر في خبر من غبر (بيروت : دار الكتب         العلمية).
الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز (المتوفى : 748هـ)، سير أعلام        النبلاء   (مؤسسة الرسالة).
الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان ، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام (لبنان/  بيروت : دار      الكتاب العربي).
الكيا هراسى، أبو الحسن على بن محمد، أحكام القرآن (بيروت: دارلكتب العلمية 1405 ه).
إسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي، هدية العارفين.
بدر الدين أبي عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن بهادر، النكت على مقدمة ابن الصلاح (أضواء     السلف  – الرياض).
تاج الدين بن علي بن عبد الكافي السبكي، طبقات الشافعية الكبرى.
عبد الحي بن أحمد بن محمد العكري الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب (دمشق : دار بن         كثير).
محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى : 1250هـ)، إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم  الأصول (دار      الكتاب العربي).
محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي، تفسير البحر المحيط (دار الفكر ـ بيروت).
محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني الملل والنحل (دار المعرفة – بيروت).
مصطفى بن عبد الله كاتب جلبي القسطنطيني، كشف الظنون.
ياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله، معجم البلدان (بيروت : دار الفكر).



[1] فصلت : الآية 42.
[2] النحل ، الآية 44.
[3] أنظر مقدمة احكام القرآن.
[4] قال ياقوت الحموي في معجم البلدان 4/13 : "طَبرَستان : بفتح أوله وثانيه ، وكسر الراء ، والطَبَر : هو الذي يشقق به الأحطاب وما شاكله بلغة الفرس ، واستان : الموضع أو الناحية ، كأنه يقول : ناحية الطَبَر ...، وهي بلدان واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم ، تقع في خراسان ، خرج من نواحيها من لا يحصى كثرة من أهل العلم والأدب والفقه ..."ا.هـ بتصرف .
[5]  "إلكيا" بهمزة مكسورة ، ولام ساكنة ، ثم كاف مكسورة ، بعدها ياء ، معناه بلغة الفرس : الكبير القدر ، المعظم عند الناس". وفيات الأعيان 3/289، البداية والنهاية 12/185، شذرات الذهب 4/8.
[6]  "الهراسي" براء مشددة ، وسين مهملة ، قال الأسنوي في طبقات الشافعية 2/522 : "لا أعلم نسبة إلى أي شيء" وبنحوه قال ابن العماد في شذرات الذهب 4/8.
[7] المنتظم 17/122، المستفاد ص(348)، وفيات الأعيان 3/286، العبر 2/386، البداية والنهاية 16/210، طبقات الشافعية للسبكي 7/231.
[8] طبقات الشافعية للأسنوي 2/520، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/295، وفي المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ص(348) أنه جلس حتى بلغ العشرين .
[9] طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/295.
[10] تاريخ الإسلام للذهبي ، حوادث ووفيات (561-570) ص(283) .
[11] وفيات الأعيان 3/287.
[12] سير أعلام النبلاء 19/351.
[13] وفيات الأعيان 3/286.
[14] البداية والنهاية 16/210.
[15] تاريخ الإسلام حوادث ووفيات (501-510) ص(92).
[16]سير أعلام النبلاء 19/351.
[17] وفيات الأعيان 3/289، طبقات الشافعية للسبكي 7/231.
[18] المنتظم 17/122.
[19] وفيات الأعيان 3/289، شذرات الذهب 4/9.
[20] المصادر السابقة مع : الكامل 10/484، المستفاد ص(349)، السير للذهبي 19/351، البداية والنهاية 16/210.
[21] ينظر فيما تقدم
[22] وفيات الأعيان 3/286، وشذرات الذهب 4/8.
[23] هي المدرسة النظامية التي بناها نظام الملك أبوعلي الحسن بن علي الفارسي ، ينظر : طبقات الشافعية للسبكي 4/313.
[24] المنتظم 17/122، وطبقات الشافعية للسبكي 7/232.
[25] وفيات الأعيان 3/287، البداية والنهاية 16/210، طبقات السبكي 7/232، الشذرات 4/8.
[26] وفيات الأعيان 3/287، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ص(348)، الفتح المبين 2/6.
[27] المنتظم 17/122، الكامل 10/484، وفيات الأعيان 3/286، البداية والنهاية 16/210، السير 19/351، الشذرات 4/8.
[28] سير أعلام النبلاء 18/468، الفتح المبين للمراغي 1/26.
[29] لا يوجد له ترجمة في الكتب المتوفرة لدي ، وقد ذكره من شيوخ إلكيا الهراسي : الذهبي في السير 19/351 ، وابن النجار في المستفاد ص(348).
[30] لا يوجد له ترجمة في الكتب المتوفرة لدي ، وقد ذكره من شيوخ إلكيا الهراسي : ابن النجار في المستفاد ص(348)، والسبكي في الطبقات 7/232.
[31] وفيات الأعيان 1/99، طبقات السبكي 6/30
[32] البداية والنهاية 16/336، شذرات الذهب 4/122
[33] طبقات السبكي 7/131، وطبقات الأسنوي 1/362.
[34] سير أعلام النبلاء 21/5، البداية والنهاية 16/548، طبقات الشافعية للسبكي 6/32.
[35] المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص(396).
[36] الكامل 10/484.
[37] سير أعلام النبلاء 19/350.
[38] طبقات الشافعية 7/231.
[39] طبقات الشافعية 2/520.
[40] البداية والنهاية 16/210.                                                                              
[41] العقيدة الأشعرية : تنسب إلى أبي الحسن الأشعري ، فترة خروجه من الاعتزال ، وقبل رجوعه إلى مذهب أهل السنة ، ويسمى أصحاب هذه العقيدة بالأشاعرة ، ومن أبرز ما يخالف الأشاعرة عقيدة أهل السنة والجماعة هو باب الصفات ، حيث يثبتون سبع صفات ، والتي يطلقون عليها بـ"صفات المعاني"، وهي : "الحياة ، والكلام ، والبصر ، والسمع ، والإرادة ، والعلم ، والقدرة", وما عدا هذه الصفات السبع فإنهم يؤوِّلونها ، أو يفوضونها".
ينظر في ذلك : الملل والنحل للشهرستاني 1/94، القواعد الكلية للأسماء والصفات عند السلف ، للدكتور / إبراهيم البريكان ص(34) وما بعدها ، وينظر في ذلك أيضاً : الكتاب النفيس : موقف ابن تيمية من الأشاعرة للدكتور / عبدالرحمن المحمود 3/1049 وما بعدها .
[42] أحكام القرآن 3/126-127.
[43] نفس المرجع 1/25.
[44] البحر المحيط 4/342.
[45] النجوم الزاهرة 5/202.
[46] أحكام القرآن 1/20.
[47] الكامل 10/484.
[48] سير أعلام النبلاء 19/350.
[49] البداية والنهاية 16/210.
[50] سير أعلام النبلاء 19/351.
[51] البحر المحيط للزركشي 2/259-417، وكشف الظنون 1/423، وهدية العارفين 1/694، ومعجم المؤلفين 7/220.
[52] النكت على مقدمة ابن الصلاح للزركشي 1/282، والبحر المحيط للزركشي 3/176-177، وإرشاد الفحول للشوكاني ص(182).
[53] البحر المحيط 1/414.
[54] طبقات الشافعية للسبكي 7/232، كشف الظنون 2/1056، وهدية العارفين 1/694، ومعجم المؤلفين 7/220.
[55] الطبقات 7/232.
[56] كشف الظنون 2/1569، وهدية العارفين 1/694، ومعجم المؤلفين 7/220.
[57] سير أعلام النبلاء 19/352، وطبقات الشافعية للسبكي 7/232، هدية العارفين 1/694، ومعجم المؤلفين 7/220.
[58] السير 19/352.
[59] المصدر السابق 4/197.
[60] المصدر السابق 4/136.
[61] أحكام القرآن 4/344
[62] أحكام القرآن 1/111-112
[63] أحكام القرآن 1/132
[64] أحكام القرآن 1/132.
[65] أحكام القرآن 1/137-138-139.
[66] المصدر السابق 1/20.
[67] أحكام القرآن 1/137-138-139
[68] المصدر السابق 1/125.
[69] ينظر مثال لذلك في قسم الدراسة في الأحاديث رقم (24، 30).
[70] أحكام القرآن 1/268.
[71] أحكام القرآن للكيا 1/67.
[72] أحكام القرآن للجصاص 1/133.
[73] أحكام القرآن 3/399-400، والحديث أخرجه أبوداود رقم (179)، والترمذي رقم (86)، وابن ماجه رقم (502) وغيرهم .
[74] أحكام القرآن للجصاص 1/486.
[75] أحكام القرآن للكيا 1/268
[76] أحكام القرآن 3/86.
[77] المصدر السابق 1/27.
[78] المصدر السابق 3/243.
[79] المصدر السابق 3/255.
[80] إذ يجد الناظر أن سورة البقرة استغرقت المجلد الأول ، وأن المجلد الثاني والثالث استغرقا السور من آل عمران إلى التوبة ، وأن المجلد الرابع استغرق من التوبة إلى آخر القرآن.
[81]والرازي المقصود به الجصاص . أحكام القرآن 1/65.
[82] أحكام القرآن 1/110.
[83] أحكام القرآن للجصاص 1/275.
[84] أحكام القرآن للكيا 2/396.
[85] أحكام القرآن للكيا 4/90.
[86] المصدر السابق 3/394.

3 comments: