Friday 31 October 2014

Ahmad Mushtofa al-Maroghi dan Tafsir al-Maroghi

 :اعداد

استانو ويجايا

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الاول
مقدمة
أ‌.       الخلفية
المحمود اللّه ، جلت آلاؤه ، والمصلى عليه محمد وآله. وبعد : فإن القرآن الكريم كلام الله _عز وجل_ أنزله على قلب نبينا محمد ليكون من المنذرين. وما زال العلماء _منذ نزوله_ يتعاقبون على دراسته، ويعكُفون على النهل من معينه، والتزود من هدايته.
هذا وإن لعلماء التفسير من ذلك أوفرَ الحظ والنصيب؛ حيث صرفوا همهم لتدبر كتاب الله، وفهم مراده _عز وجل_ فكان من ذلك المؤلفاتُ العظيمةُ في التفسير على اختلاف مناهج أصحابها.
ومن أعظم ما أُلِّف في هذا الشأن في العصور المتأخرة ما ألّفه أحمد مصطف المراغي المسمى بتفسير المراغي الذي سنبحث في هذه الرسالة القصيرة. ان شاء الله.
ب‌.  رموز المسألة
Ø    بيانات الكتاب
Ø    دراسة المؤلف
-       كيف سيرة المؤلف من ولادته واسرته ومشايخه؟
-       ما مؤلفاته؟
Ø    دراسة النص
- كم مجلدات الكتاب وطبعاته؟
- كيف المناهج واللون والمشرب في التفسير؟
- كيف الخطوات او الطريقات في التفسير؟
- ما الفكرة المختلفة فيه؟

ج. مقصود الكتابة
لاستفاء وظيفة المحاضرة في دراسة كتب التفاسير المعاصرة, وايضاح ما تعلق بتفسير المراغي, لنعرف احدى الكتب المعاصرة بمعرفة حتى لا نسمع باسم كتابه فقط. ونيل النتيجة الممتازة عند المشرف في الدنيا، والثواب الذي يسببنا الى دخول الجنة عند الله في الآخرة. آمين.


الباب الثاني
المباحث
Ø
    بيانات الكتاب :
عنوان الكتاب   : تفسير القرآن الكريم, والمعروف باسم تفسير المراغي
المؤلف         :  الشيخ أحمد مصطفى المراغي
ولادته          :  ولد في عام 1300 ه/ 1883م, توفي في عام 1371 ه/ 1952 م
مذهب المؤلف  : الشافعي الاشعري
اللغة               : العربية
         تاريخ التأليف    : 1361 ه الى 1365 ه
الطبعة وعدد المجلد: وقد صدرت الطبعة الأولى من هذا التفسير سنة 1365 ه / 1946 م  في شركة مكتبة مصطفى البابي لحلبي بالقاهرة ، وأعيدت طباعته في دار أحياء التراث العربي ببيروت 1985 م, وفي الإصدار الأول يتكون من 30 مجلدا موافقا لتقسيم أجزاء القرآنية. ثم على الطبعة الثانية يتكون من 10 مجلدا حيث يحتوي كل مجلد ثلاثة أجزاء وقد طبعت في 15 مجلدا في كل مجلد يحتوي جزئين والأكثر المتناشرة في إندونيسيا المطبوع في 10 مجلدا.


Ø  دراسة المؤلف
أ‌.       سيرة المؤلف ولادته وأسرته ومشايخه
هو الشيخ أحمد مصطفى ابن محمد ابن عبد المنعم المراغي, المفسر, الفقيه, شقيق شيخ الجامع الأزهر محمد مصطفى المراغي[1]. ولد في المراغة، وهي مدينة تقع في  شاطئ نهر النيل، حوالي 70 كيلومترا إلى الجنوب من القاهرة مصر، سنة 1300 ه/ 1883 م وهو معروف باسم المراغي المنسوب إلى مدينة ولادته وقد توفي سنة 1371ه / 1952 م بالقاهرة.
ونشأ مع ثمانية أشقاء تحت رعاية الأسرة الكاملة من التعليم الديني. وفي هذه الأسرة يعرف أساسيات دين الإسلام قبل التعليم الأساسي  في مدرسة في قريته. كان المراغي مجتهدا جدا في قراءة القرآن، وذلك لتحسين القراءة وحفظه فلهذا هو قبل ما سن في 13 عاما كان قد حفظ القرآن.
وفي عام 1314 ه / 1897 م، المراغي أخذ دروسا في جامعة الأزهر وجامعة دار العلوم في القاهرة، وكان لامع الذكاء منذ طفولته، وعظيم الشخصية، نشأ محبا للاسلام وذلك لأن ذكاؤه غير عادية كان المراغي قادرا على إكمال تعليمه في الجامعتين وهما في نفس العام، أي عام 1909 م. في تلك الجامعتين المراغي قد تعلم من عديد العلماء المعروفين مثل محمد عبده، محمد بخيت المطيع, أحمد رفاعي الفيومي ومحمد رشيد رضا وغيرهم, لديهم حصة كبيرة في تشكيل فكر المراغي. والدراسة المستمرة جعلت المراغي بارعا جدا في جميع مجالات علوم الدين. ثم كان مدرسا بالشريعة الاسلامية بها، وولى نظارة بعض المدارس, وعيّن استاذا للعربية والشريعة الاسلامية بكلية غردون بالخرطوم.

ب.       مؤلفاته

المراغي هو افضل علماء المعاصرين وقد كرّس حياته للعلم والدين وعمله كثير سوى التعليم قد أورث الأمة المؤلفات التالية :
-         التفسير المراغي (الذي نحن بصدد تعريفه)
-         الحسبة في الاسلام (مطبوع)
-         الوجيز في أصول الفقه (مطبوع)
-         علوم البلاغة
-         مقدمة التفسير
-         بحوث و أراء في فنون البلاغة
-         الديانة والأخلاق.

Ø   دراسة النص المؤلف
هذا الكتاب يعدّ تفسيرا شاملا يشاكل حجاة الناس في عصرنا في أصلوبه وطريق رصفه ووضعه، سهل المأخذ، يحوي ما تطمئن اليه النفس تدعمه الحجة والبرهان، وتؤيده التجربة والاختبار.

أ‌.       الخلفية والغرض في الكتابة
الذي حمل المراغي على كتابة هذا التفسير انصراف القارئين عن قرائة كتب التفسير بسبب صعبة على فهمها. قال المراغي :
"وما حملنى على ركوب هذا المركب الخشن ، واقتحام هذه العقبات إلا انصراف القارئين عن قراءة كتب التفسير التي بين أيدينا ، بدعوى أنها صعبة المدخل مفعمة بكثير من المصطلحات التي لا يعلمها إلا من أتقن هذه الفنون ، واستبدلت بأساليب المؤلفين أسلوبا سهل المأخذ قليل الكلفة فى الفهم ، حتى يستطيع القارئ أن يلمّ بأسرار كتاب اللّه دون كدّ ولا نصب[2]."
وقال في بيان غرضه من التأليف:
"وكثيرا ما سئلت أىّ التفاسير أسهل منالا ، وأجدى فائدة للقارئ في الزمن القليل ؟ فكنت أقف واجما حائرا لا أجد جوابا عن سؤال السائل ، علما منى بأن كتب التفسير على ما فيها من فوائد جمة ، وأسرار دينية عظيمة وإيضاح لمغازى الكتاب الكريم ، قد حشيت بالكثير من مصطلحات الفنون..... إلى أن هذه المؤلفات وضعت - فى عصور قد خلت - بأساليب تناسب أهلها..... من جرّاء هذا رأينا مسيس الحاجة إلى وضع تفسير للكتاب العزيز يشاكل حاجة الناس فى عصرنا فى أسلوبه وطريق رصفه ووضعه ، ويكون دانى القطوف ، سهل المأخذ يحوى ما تطمئن إليه النفس من تحقيق علمى تدعمه الحجة والبرهان ، وتؤيده التجربة والاختبار ، ويضم إلى آراء مؤلفه آراء أهل الذكر من الباحثين فى مختلف الفنون التي ألمع إليها القرآن على نحو ما أثبته العلم فى عصرنا ، وتركنا الروايات التي أثبتت فى كتب التفسير ، وهى بعيدة عن وجه الحق مجانفة للصواب".[3]



ب‌.  مجلدات و مطبوعات الكتاب
قد جعل الشيخ المراغي تفسيره 30 جزأً، لكل جزء من القرآن الكريم جزء خاص من التفسير، وقال في ذلك "ليسهل على القارئ حمل هذا الجزء واستصحابه معه فى حله وترحاله ، فى قطر السكك الحديدية ، وفى الترام ، وفى كل مكان ينتقل إليه"[4].
وذلك في الطبعة الاولى، وفي الطبعة الثانية يتكون من 10 مجلدا حيث يحتوي كل مجلد ثلاثة أجزاء وقد طبعت في 15 مجلدا في كل مجلد يحتوي جزئين والأكثر المتناشرة في إندونيسيا مطبوع في 10 مجلدا.
                   وقد ترجمه أنصاري عمر سيتانجال وهاري نور عالي وبحر أبو بكر في لغة الاندونسيا الذي طبعه المطبعة طه فترا سمارنجي طبعتين، الطبعة الاولى سنة 1987 م والثانية سنة 1992 م[5]. وصحح هذه الترجمة لجنة تصحيح مصحف القرآن في بلد اندونيسيا في هلال 3 من رجب سنة 1441 ه. ومن احد المصححين محمد قريش شهاب المفسر الاندونيسي.
ت‌.   منهج التفسير ولونه
النوع او اللون من التفسير يختلف فيه أصحابه بين مطنبين وموجزين، كما يختلفون في منهجهم ويتوعون في مشربهم. وعندنا يعدّ تفسير الشيخ المراغي من التفسير الاطنابي من حيث تفسير الاية القرآنية بالتفصيل، ببيان واسع، حتى يتبين ما فسره للقارئين.
ومن مناهج التفسير الذي استعملها الشيخ هي : منهج التفسير التحليلي - من ناحية موضوع و ترتيب الآيات المفسرة – وهو تفسير القرآن بترتيب آياته آية بعد أية، سورة بعد سورة، كما في المصحف من أول سورة الفاتحة الى آخر سورة الناس. منهج التفسير المقارن – من ناحية الشرح على تفسير آيات القرأن – وهو بمقارنة الاية والأية الاخرى المتعلقة، والأية بمتن الحديث، بين أراء المفسرين بايضاح الفرق بينهم.
كما قال الفرماوي أن ألوان التفسير تتكون من 7 لونا على النحو التالي :
-         التفسير بالمأثور
-         التفسير بالرأي
-         التفسير الصوفي
-         التفسير الفقهي
-         التفسير الفلسفي
-         التفسير العلمي
-         التفسير الأدبي الاجتماعي[6]
فمن هنا نعلم أن الشيخ المراغي له مشرب على استعمال دليل العقلي والنقلي، فمن هذا يعدّ من التفسير  بالمأثور وبالرأي، ولكن حينما وجد رواية مأثورة لم تلقاها العلم بالقبول فلا يذكر الرواية كما قال في مقدمة كتابه : " ومن ثمّ رأينا ألا نذكر رواية مأثورة إلا إذا تلقاها العلم بالقبول ، ولم نر فيها ما يتنافر مع قضايا الدين التي لا خلاف فيها بين أهله"[7]. والإعراض عن ذكر مصطلحات العلوم من نحو وصرف وبلاغة وما أشباه ذلك مما أدخله المفسرون في التفاسير[8]
ويعدّ من تفسير الأدبي الاجتماعي - أن التفسير لم يعد يظهر عليه فى هذا العصر ذلك الطابع الجاف. الذى يصرف الناس عن هداية القرآن الكريم، وإنما ظهر عليه طابع آخر، وتلوَّن بلون يكاد يكون جديداً وطارئاً على التفسير - ذلك هو معالجة النصوص القرآنية معالجة تقوم أولاً وقبل كل شىء على إظهار مواضع الدقة فى التعبير القرآنى، ثم بعد ذلك تُصاغ المعانى التى يهدف القرآن إليها فى أسلوب شَيِّق أخَّاذ، ثم يطبق النص القرآنى على ما فى الكون من سنن الاجتماع، ونُظُم العمران[9]، وذلك بعيدا عن التأثر باصطلاحات العلوم والفنون، التى زُجَّ بها فى التفسير بدون أن يكون فى حاجة إليها، ولم تتناول من ذلك إلا بمقدار الحاجة، وعلى حسب الضرورة فقط[10].
نهج الشيخ بالتفسير منهجاً أدبياً اجتماعياً، فكشف عن بلاغة القرآن وإعجازه، وأوضح معانيه ومراميه، وأظهر ما فيه من سنن الكون الأعظم ونظم الاجتماع، وعالج مشاكل الأمة الإسلامية خاصة، ومشاكل الأُمم عامة، بما أرشد إليه القرآن، من هداية وتعاليم، جمع بين خيرى الدنيا والآخرة، ووفَّق بين القرآن وما أثبته العلم من نظريات صحيحة، وجلّى للناس أن القرآن كتاب الله الخالد، الذى يستطيع أن يساير التطور الزمنى والبَشرى، إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها[11]. ويدل على هذا ما قال الشيخ المراغي :
"ولما كان لكل عصر طابع خاص يمتاز به عن غيره فى آداب أهله وأخلاقهم وعاداتهم وطرائق تفكيرهم وجب على الباحثين فى هذا العصر مجاراة أهله فى كل ما نقدّم ، فكان لزاما علينا أن نتلمس لونا من التفسير لكتاب اللّه بأسلوب عصرنا موافقا لأمزجة أهله ، فأساس التخاطب أن لكل مقام مقالا ، وأن الناس يخاطبون على قدر عقولهم ، وقد رأينا أن نشيد فيه بجهود السابقين معترفين بفضلهم ، مستندين إلى آرائهم.
وقد سلكنا فى الوصول إلى فهم الآيات التي أشارت إلى بعض نظريات فى مختلف الفنون استطلاع آراء العارفين بها ، فاستطلعنا آراء الطبيب النطاسي ، والفلكي العارف والمؤرخ الثّبت ، والحكيم البصير ليدلى كل برأيه فيما تمهّر فيه ، لنعلم ما أثبته العلم وأنتجه الفكر ، فيكون كلامنا معتزا بكرامة المعرفة التي تشرف بتفهم كتاب اللّه ، فرجل الدين حامل لوائها ، عليه أن يسأل العلم دائما ليستبصر بما ثبت لديه ، ويساير عصره ما وجد إلى ذلك سبيلا ، فإن قعدت به همته إلى الموروث من قضاياه لدى الماضين ركب شططا وازداد بعدا عن الحقيقة ، وتضاءل أمام نفسه وأمام قارئي بحوثه ومؤلفاته[12]."
ويتعرض في مناسبات الآية للمسائل العقيدية والكلامية مع توجيه الآيات بما يراه صحيحا عنده.
فمثلا عند تفسير قوله تعالى : (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار))[13], قال : " وبهذا يعلم أنه لا تنافى بين هذه الآية وبين الأحاديث الصحيحة الدالة على رؤية المؤمنين لربهم فى الآخرة. فقد روى أنه صلى اللّه عليه وسلم قال : « إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر ، وكما ترون الشمس ليس دونها سحاب » فالمؤمنون يرونه ، والكافرون عنه يؤمئذ محجوبون...."[14].
وكذلك تعرض للاحكام الفقهية التي تعلقت الآية بها, ونقل الروايات والفتاوى من المذاهب الأربعة من غير توسع وبيان تفصيلي للحكم, بل الغرض تفسير الآية والاستدلال للحكم الموجود فيها, وذكر الاسرار والحكَِم التي يمكن احتمالها في الحكم من الناحية الاجتماعية والعلمية.
وأما موقفه بالنسبة الى الأخبار الإسرائيلية, فإنه مجتنب عنها, ولم يتعرض لهذه الاخبار حيث اتبع طريقة أستاذه الشيخ محمد عبده في ذلك.
ويحذر المسلمين من الاشتغال بها, فإنه قال في مقدمة تفسيره:
"أشار الكتاب الكريم إلى كثير من تاريخ الأمم الغابرة التي حلّ بها العذاب على ما اجترحت من الآثام ، وإلى بدء الخلق وتكوين الأرض والسموات ، ولم يكن لدى العرب من المعرفة ما يستطيعون به شرح هذه المجملات التي أشار إليها الكتاب ، إذ كانوا أمة أمية في صحراء نائية عن مناهل العلم والمعرفة ، والإنسان بطبعه حريص على استكناه المجهول ، واستيضاح ما عزّت عليه معرفته ، فألجأتهم الحاجة إلى الاستفسار من أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، ولا سيما مسلمتهم كعبد اللّه بن سلام وكعب الأحبار ، ووهب بن منبّه ، فقصّوا عليهم من القصص ما ظنوه تفسيرا لما خفى عليهم فهمه من كتابهم ، ولكنهم كانوا فى ذلك كحاطب ليل ، يجمع بين الشذرة والبعرة ، والذهب والشبه ، إذ لم تكن علوم القصّاص ممحّصة ولا مهذبة ، بل كان ينقصها الميزان العلمي الذي به يتعرّف جيّد الرأى من بهرجه ، وصحيحه من سقيمه ، فساقوا إلى المسلمين من الآراء فى تفسير كتابهم ما ينبذه العقل ، وينافيه الدين ، وتكذبه المشاهدة ، ويبعده كل البعد ما أثبته العلم فى العصور اللاحقة".[15]
اما بالنسبة الى اتجاههم فى التفسير العلمي, فمن جهة يؤكد على التحذير من سلوك هذاالمنهج والتطرف فيه, لآن ذلك ممايشتمل القارئ عن المقاصد العالية والهدية السامية للقرأن الكريم.
ومن جهة يحرض التفكير فى اياته لما تضمنه من الاشارة الى أسرار الخلق وظواهر الطبيعة, ليزداد ايمانا مع امانهم, ووجهامن وجوه اعجازه, اذ فيها معرفة حقائق علمية تأخر العلم بها والكشف عن معرفتهاواثباتها ثلاثة عشر قرنا.
فعلى سبيل المثال عند تفسير قوله تعالى( فلينظر الانسان مم خلق. خلق من ماء دافق.يخرخ من بين الصلب والترائب), بعد ما بين (المراغى) أن الولد يتكون من مني مدفوق من الرجل, فيه جرثومه حية دقيقة لاتر إلا بلآلة المعظمة (الميكر سكوب), ولاتزال تجرى حتى تصل الى جرثومة نظيرتها من جراثيم المرأة وهى البويضة, و متى التقت الجرثومتان, اتحدتا, وكونتا جرثومة الجنين, ونقل عن(عبدالحميد العربى) وكيل مستشفى الملك سابقا فى نظرية الحمل وكيفية تكوين الجنين بما فيه من بنان اسرارالتنزيل ووجوه الاعجاز, واثبات ان فى هذين الآيتين معرفة الحقائق العلمية, قال:
(واذا هدى الفكر الى كل هذا فى مبدأ خلق الانسان, سهل أن نصدق بما جاء به الشرع, وهو العث فى اليوم الآخر, لأن خلق الانسان من اجزاء منتشرة متفرقة فى الكون, فالماء متولد من الاطعمة التى يتناولها  الانسان, مجمعها الله, ثم جمع الابوين, ثم جمع ماء اهها فى مكان واحد, ثم خلق منه الولد, وليس فى اعادته مثل ذلك[16].

ث‌.  الخطوات او الطريقات في التفسير

وهو تفسير يشرح الالفاظ المفردة التي يصعب على القارئ فهمها لاول وهلة، ثم يذكر المعنى المراد من الايات بعبارة مختصرة, مع تجنب القصص الاسرائيلية المدسوسة, والخرافات الدخيلة على علم التفسير, واستدل بأحاديث الرسول صلى الله عليه واله وسلم في بعض المواضيع, وبأشعار العرب وبأقوال اهل اللغة والعلماء في بعض الآخر.
ابتدأ قبل التفسير بمقدمة تشمل عناية المسلمين بتفسير الكتاب الكريم, وطبقات المفسرين من عصر الصحابة والتابعين الى من بعدهم, وطريق كتابة القرآن الكريم, وأرآء العلماء في التزام الرسم العثماني في كتابة المصاحف, والمنهج الذي سلكه في هذا التفسير, ومصادره من التفسير واللغة والادب والتاريخ والعلوم القرآن.
والخطوات في التفسير ذكر اسم السورة و عدد آياتها ومحل نزولها وترتيب نزولها وبيان مناسبتها لما قبلها.
وطريقته في التفسير تقوم على تقسيم الآيات الى مقاطع جزئية, كل آيتين اوثلاث تكون مقطعا, ويبدأ كلامه حولها بتفسير الكلمات التي فيها بعض الخفاء – ان وجدت – ثم ببيان المعنى الجملي وبالايضاح المفصل لها وتفسيرها تفسيرا تحليليا, ثم يقسم تفسيرها لموضوعات هي: شرح المفردات, والمعنى الجملي, والايضاح وفي آخر السورة : مقاصد السورة.
ومن طريقته ذكر ما ورده من اسباب النزول لهذه الآيات ان صحّ عنده شيئ من ذلك او لدى المفسرين بالمأثور[17].
قال المراغي في مقدة تفسير المراغي : "نهجنا الذي سلكناه فى هذا التفسير. رأينا أن ندلى إليك أيها القارئ الكريم ، بالنهج الذي اتبعناه فى التأليف ، لتكون على بينة من أمره :
(1) ذكر الآيات فى صدر البحث : صدّرنا كل بحث بآية أو آيتين أو آيات من الكتاب الكريم ، سيقت لتؤدى غرضا واحدا.
(2) شرح المفردات : أردفنا ذلك تفسير مفرداتها اللغوية ، إن كان فيها بعض الخفاء على كثير من القارئين.
(3) المعنى الجملي للآيات : أتبعنا ذلك بذكر المعنى الجملي لهذه الآية أو الآيات ليتجلّى للقارئ منها صورة مجملة حتى إذا جاء التفسير وضح ذاك المجمل.
(4) أسباب النزول : أعقبنا ذلك بما ورد من أسباب النزول لهذه الآيات ، إن صح شىء من ذلك لدى المفسرين بالمأثور[18].

ج. مراجع التفسير

(1) تفسير أبى جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 ه.
(2) تفسير الكشاف عن حقائق التنزيل لأبي القاسم جار اللّه الزمخشري المتوفى سنة 538 ه.
(3) حاشية شرف الدين الحسن بن محمد الطيبي المتوفى سنة 713 ه على الكشاف.
(4) أنوار التنزيل للقاضى ناصر الدين عبد اللّه بن عمر البيضاوي المتوفى سنة 692 ه.
(5) تفسير أبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني المتوفي فى رأس المائة الخامسة.
(6) تفسير البسيط للإمام أبى الحسن الواحدي النيسابورى المتوفى سنة 468 ه.
(7) التفسير الكبير المسمى بمفاتيح الغيب للإمام فخر الدين الرازي ، المتوفي سنة 610 ه.
(8) تفسير الحسين بن مسعود البغوي المتوفى سنة 516 ه.
(9) غرائب القرآن لنظام الدين الحسن بن محمد القمّى.
(10) تفسير الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة 774 ه.
(11) البحر المحيط لأثير الدين أبى حيان محمد بن يوسف الأندلسى المتوفى سنة 745 ه.
(12) نظم الدرر فى تناسب الآي والسور لبرهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي المتوفى سنة 885 ه.
(13) تفسير أبي مسلم الأصفهانى المتوفى سنة 459 ه.
(14) تفسير القاضي أبي بكر الباقلاني.
(15) تفسير الخطيب الشربينى المسمى بالسراج المنير.
(16) روح المعاني للعلامة الآلوسى.
(17) تفسير المنار للسيد محمد رشيد رضا وهو تفسير مقتبس من دروس الأستاذ الإمام محمد عبده ، وقد كان له فضل كبير فيما اقتبسناه أثناء تفسير الأجزاء التي فسرها.
(18) تفسير الجواهر للأستاذ طنطاوى جوهرى.
(19) سيرة ابن هشام.
(20) شرح العلامة ابن حجر للبخارى
(21) شرح العلامة العيني للبخارى.
(22) لسان العرب لابن منظور الإفريقى المتوفى سنة 711 ه.
(23) شرح القاموس للفيروزبادى المتوفى سنة 816 ه.
(24) أساس البلاغة للزمخشرى المتوفى سنة 548 ه.
(25) الأحاديث المختارة للضياء المقدسي.
(26) طبقات الشافعية لابن السبكى.
(27) الزواجر لابن حجر.
(28) أعلام الموقعين لابن تيمية.
(29) الإتقان فى علوم القرآن للعلامة السيوطي.
(30) مقدمة ابن خلدون[19].
وكان اكثر اعتماده من التفاسير تفسير الطبري, والكشاف الزمحشري, وأنوار التنزيل للقاضى ناصر الدين عبد اللّه بن عمر البيضاوي, وغرائب القرآن لنظام الدين الحسن بن محمد القمّى, وتفسير ابن كثير, وبحر المحيط لأبي حيان, وروح المعاني للالوسي, والمنار للسيد رشيد رضا, وتفسير استاذه الامام محمد عبده الذي قد صرح المراغي بأن له فضلا كبيرا فيما اقتبسه اثناء تفسير الأجزاء التي فسرها[20].
ح‌.   من احدى الأفكار المختلفة[21]
احدى الفكرة المختلفة من أفكار الشيخ المراغي الذي وجدنا في تفسيره هي تفسير الاية من سورة البقرة 65 ((وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ)) حيث اختلف المراغي بما ذهب جمهور العلماء الى أن بني أسرائيل الذين تجاوروا الحدّ الذي رسمه لهم الكتاب ، وركبوا ما نهاهم عنه من ترك العمل الدنيوي ، والتفرغ للعمل الأخروى يوم السبت مسخت صورهم فصارت صور القردة ، وروى أن الممسوخ لا ينسل ولا يأكل ولا يشرب ولا يعيش أكثر من ثلاثة أيام. ولكن المراغي فسّر هذه الاية بقوله :
"(فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) أي فصيرناهم مبعدين عن الخير أذلاء صاغرين ، روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد أنه قال : ما مسخت صورهم ولكن مسخت قلوبهم ، فلا تقبل وعظا ، ولا تغى زجرا.
وقد مثّل اللّه حالهم بحال القردة كما مثّلوا بالحمار في قوله : « مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها (لم يعملوا بما فيها) كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً »"[22].



الباب الثالث
خاتمة

والخلاصة: ان هذا التفسير فى بيان الآية كان سهل التناول, واضح الغرض,  المتناسب مع حاجة القارئ المتوسط فى فهم أيات القرأن الكريم, المهدى بما يناسب هذا العصر و حاجاتهم التربوية والهدائية[23]. الحمد لله رب العالمين, وصل وسلّم على سيدنا محمد, ربي زدني علما نافعا مباركا وارزقني فهما مباركا. آمين.


المراجع

الذهبى، محمد حسين، التفسير والمفسرون (المكتبة الشاملة)
الفرماوي، عبد الحي، البداية في التفسير الموضوع (----: مطبعة الحضارة العربية)
المراغي، احمد مصطفى, تفسير الشيخ المراغى (مصر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبي      وأولاده).
ايازي، محمد علي, المفسرون حياتهم ومنهجهم (طهران: مؤسسة الطباعة والنشر وزارت الثقافة الارشاد الاسلامي).



[1] هو الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغى عليه رحمة الله ورضوانه ولد سنة 1881 م. تربَّى هذا الرجل فى مدرسة الأستاذ الإمام محمد عبده، وتخرَّج منها. لم يلازم الشيخ المراغى أستاذه الإمام ملازمة طويلة كما لازمه الشيخ رشيد رضا، ولم يجلس إليه كثيراً مثلما جلس، ولكنه كان على رغم ذلك أعمق أثراً وأكثر تحقيقاً لما تهدف إليه هذه المدرسة من ضروب الإصلاح وصنوف التجديد، والسر فى ذلك - كما يظهر لنا - هو تقلب الشيخ فى مختلف المناصب الدينية الكبيرة، ثم ما كان فيه من جاذبية وقدرة على استجلاب قلوب سامعيه واستمالتها إليه، مما أجلس بين يديه الملك، والأمير، والوزير، والشيخ الكبير، والطالب الصغير، ورجل الشارع. الأستاذ الأكبر يهتم فى التفسير اهتماماً كبيراً بإظهار سر التشريع الإسلامى، وحكمة التكليف الإلهى، ليُظهر محاسن الإسلام، ويكشف عن هدايته للناس. طرق الشيخ في انتاج التفسير، فعقد دروساً فى تفسير القرآن الكريم، استمع إليها الكثير من الناس على اختلاف طبقاتهم، من الملك إلى رجل الشارع كما تقدم، وأُذيعت هذه الدروس أيضاً فى كثير من ممالك الأرض، ودول الإسلام، وأخيراً طُبعت هذه الدروس، ووُزِعَّت على الناس ليعم نفعها، ويزداد أثرها.ولكن لم تكن هذه الدروس على شىء من الكثرة، ولم يكن مقدار ما تناولته من آيات القرآن بالمقدار الكبير. (أنظر في التفسير المفسرون للدكتور محمد حسين الذهبي5 / 44 "المكتبة الشاملة".

[2] تفسير الشيخ المراغي 1/18.
[3] احمد مصطفى المراغي, تفسير الشيخ المراغى, ص. 1 / 3 .
[4] نفس المراجع 1/20.
[5] ترجمة التفسير المراغي.
[6] البداية في التفسير الموضوع, 24.
[7] تفسير الشيخ المراغي 1/19.
[8] محمد علي ايازي, المفسون حيلتهم ومنهجهم (طهران: مؤسسة الطباعة والنشر وزارت الثقافة الارشاد الاسلامي), ص. 360.
[9]التفسير والمفسرون 3/213.
[10] نفس المرجع 3/215
[11] نفس المرجع.
[12] تفسير الشيخ المراغي 1/17-18.
[13]  الأنعام / 207 .
[14]  تفسير الشيخ المراغى 7 / 207.
[15]  تفسير الشيخ المراغى 1/19.
[16] المفسرون حياتهم ومنهجهم،262-263.
[17] نفس المرجع، ص. 360.
[18] تفسير الشيخ المراغي 1/16.
[19] تفسير الشيخ المراغي 1/21.
[20] المفسرون حيلتهم ومنهجهم، ص. 359.
[21] وهذا بالنسبة الى علمي لأني لم أسمع مثلما قاله الشيخ المراغي قبلُ.
[22] تفسير الشيخ المراغي، 1/139.
[23]نفس المرجع، ص. 362-363 .

No comments:

Post a Comment