Wednesday 23 December 2015

Hadits Tentang Korupsi dan Suap


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فالصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى أله وصحبه ومن تبع هداه ومن والاه، أما بعده

فقد قال الله  تعالى في كتابه الكريم " وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ[1].

فيا عباد الله أوصيكم وايانا بتقوى الله فقد فاز المتقون!

لفظ "القاروبسي" لم يوجد في نص القرآن او الحديث النبوي. بل لايجوز علينا أن نقول بأن الشرع لا يبالي بهذه الجريمة العظيمة. لكن يجب علينا أن نعرف تعريف القاروبسي أولا، حتى نعرف كل ما يدخل في باب القاروبسي مما نهى الله ورسوله.


سمعنا كثيرا لفظ القاروبسي في ايامنا، كأنه طعام يومي. كثير من وسائل الاعلام أخبرتنا عنه. هذا دليل على أن القاروبسي اصبح داء او مرضا انتشر لمجتمع إندونيسيا. لا يفعله الأشراء فحسب، ولكن الأذكياء و"العلماء" قد يتبع على الجريمة.

والسؤال، لماذا هذه الجريمة أكبر وأضخم وقوعا من القتل[2]؟

فلا استحال فيه، من اسبابه أنه لا يعتبر من الكبائر مثل القتل. المجتمع اعتقدوا أن القتل من الكبائر و لا في القاروبسي. وهذا أيضا دليل على قلة فهم القاروبسي، واهمال بحثه.
وفي هذه الرسالة ان شاء الله سنبحث ما هو القاروبسي وما يدخل فيه والاحاديث التي تتحدث فيه.

افتراض علمي

ما تعريف القاروبسي؟
أيّ شيء مما نهى الشارع يدخل فيه في الأحاديث؟

المباحث

"قاروبسي" لغة مشتاق من اللاتينية "corruptio"[3] من مصدر  “corrumpere” معناه الخبيث, فسد, خيانة, الرشوة.[4] وفي الانجليزية "corrupt, corruption" معناه شرّير، شرّ، فساد، مخادع، ورشوة. وفي قاموس الاندونيسية هو شرّ، فساد، استعمال الشيء المؤتمن عليه، مرتشى، وانحراف او تغتيم لنيل الربح الشخصي او الغير.[5]

واصطلاحا قال السيد حسين العطاس، بأنه سرقة بالغرور في حالة الخيانة على الامانة.[6] و في قاموس لغة الاندونيسية (KBBI) هو زيغ مال او نقد الدولة للاستيفاد على النفس او الغير.

ومن هذه التعاريف نعرف بأنه ما أوسع اشتمال تعريف القاروبسي. وهنا نبحث فيما يدخل فيه من الجرائم المنهية عنها.

الرشوة

اكثر المسلمين سموا القاروبسي بلفظ الرشوة. ودل على هذا تسمية الماليزيون رشوة. اذا نظرنا على التعاريف المذكورة فانما الرشوة نوع من طرق القاروبسي، لأن تعريف الرشوة كما التالي.

لغة مشتاق من رشَا يَرشو، ارْشُ، رَشْوًا، فهو راشٍ، والمفعول مَرشُوّ كما قلت رشا موظَّفًا اي أعطاه رِشْوة، وهي ما يعطى بدون حق لقضاء مصلحة أو إحقاق باطل أو إبطال حق "رشا الشاهد حتى لا يقول الحقيقة".[7] وَالْمُرْتَشِي قَابِضُهُ وَالرَّاشِي مُعْطِيهِ وَالرَّائِشُ الْوَاسِطَةُ.

وَاصطلاحا كما قَالَ بن الْعَرَبِيِّ الرِّشْوَةُ كُلُّ مَالٍ دُفِعَ لِيَبْتَاعَ بِهِ مِنْ ذِي جَاهٍ عَوْنًا عَلَى مَا لَا يَحِلُّ.[8]

وَقَدْ ثَبَتَ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي لَعْنِ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي

Ø    عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي»

رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ فِي الْقَضَاءِ وَابْنُ مَاجَهْ فِي الْأَحْكَامِ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

حَقِيقَةُ اللَّعْنِ الْبَعْدُ عَنْ مَظَانِّ الرَّحْمَةِ وَمَوَاطِنِهَا، وَقَدْ ثَبَتَ اللَّعْنُ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَصْنَافٍ كَثِيرَةٍ تَزِيدُ عَلَى الْعِشْرِينَ وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى جَوَازِ لَعْنِ الْعُصَاةِ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ. وَأَمَّا حَدِيثُ «الْمُؤْمِنُ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ» فَالْمُرَادُ بِهِ لَعْنُ مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ مِمَّنْ لَمْ يَلْعَنْهُ اللَّهُ وَلَا رَسُولُهُ أَوْ لَيْسَ بِالْكَثِيرِ اللَّعْنِ كَمَا تُفِيدُهُ صِيغَةُ فَعَّالٍ.

وَالرَّاشِي هُوَ الَّذِي يَبْذُلُ الْمَالَ لِيَتَوَصَّلَ إلَى الْبَاطِلِ مَأْخُوذٌ مِنْ الرِّشَاءِ وَهُوَ الْحَبْلُ الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى الْمَاءِ فِي الْبِئْرِ، فَعَلَى هَذَا بَذْلُ الْمَالِ لِلتَّوَصُّلِ إلَى الْحَقِّ لَا يَكُونُ رِشْوَةً وَالْمُرْتَشِي آخِذُ الرِّشْوَةِ وَهُوَ الْحَاكِمُ، وَاسْتَحَقَّا اللَّعْنَةَ جَمِيعًا لِتَوَصُّلِ الرَّاشِي بِمَالِهِ إلَى الْبَاطِلِ وَالْمُرْتَشِي لِلْحُكْمِ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَفِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ زِيَادَةٌ، وَالرَّائِشُ وَهُوَ الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمَا.[9]

وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ: «كَانَتِ الهَدِيَّةُ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةً، وَاليَوْمَ رِشْوَةٌ»[10]

ونجد ايضا هذا الحديث  لكن بلفظ أخر في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، ثنا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ تُفَّاحٌ وَفَاكِهَةٌ، فَرَدَّهَا وَقَالَ: " لَا أَعْلَمَنَّ أَنَّكُمْ قَدْ بَعَثْتُمُ الَى أَحَدٍ مِنَ أَهْلِ عَمَلِي بِشَيْءٍ، قِيلَ لَهُ: أَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهَا لَنَا وَلِمَنْ بَعْدَنَا رِشْوَةٌ "[11]

قال ابن بطال فيه: الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ اللَّيْثِىَّ، أَنَّهُ أَهْدَى الرَسُول (صلى الله عليه وسلم) حِمَارَ وَحْشٍ، وَهُوَ بِالأَبْوَاءِ، أَوْ بِوَدَّانَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ، فَلَمَّا عَرَفَ فِى وَجْهِى كَراهية رده، قَالَ: (لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا حُرُمٌ) .[12]

قَالَ ابن العربي : الَّذِي يُهْدِي لَا يَخْلُو أَنْ يَقْصِدَ وُدَّ الْمُهْدَى إِلَيْهِ أَوْ عَوْنَهُ أَوْ مَالَهُ فَأَفْضَلُهَا الْأَوَّلُ وَالثَّالِثُ جَائِزٌ لِأَنَّهُ يَتَوَقَّعُ بِذَلِكَ الزِّيَادَةَ عَلَى وَجْهٍ جَمِيلٍ وَقَدْ تُسْتَحَبُّ إِنْ كَانَ مُحْتَاجًا وَالْمُهْدِي لَا يَتَكَلَّفُ وَإِلَّا فَيُكْرَهُ وَقَدْ تَكُونُ سَبَبًا لِلْمَوَدَّةِ وَعَكْسِهَا وَأَمَّا الثَّانِي فَإِنْ كَانَ لِمَعْصِيَةٍ فَلَا يَحِلُّ وَهُوَ الرِّشْوَةُ وَإِنْ كَانَ لِطَاعَةٍ فَيُسْتَحَبُّ وَإِنْ كَانَ لِجَائِزٍ فَجَائِزٌ لَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنِ الْمُهْدَى لَهُ حَاكِمًا وَالْإِعَانَةُ لِدَفْعِ مَظْلِمَةٍ أَوْ إِيصَالِ حَقٍّ فَهُوَ جَائِزٌ وَلَكِنْ يُسْتَحَبُّ لَهُ تَرْكُ الْأَخْذِ وَإِنْ كَانَ حَاكِمًا فَهُوَ حَرَامٌ .[13]


الغلول

لغة مشتاق من غَلَّ غَلَلْتُ، يَغُلّ، غْلُلْ/ غُلَّ، غُلُولاً، فهو غالّ كما قلت غلَّ فلانٌ: خان في المغنم، أو مالِ الدَّولة، وأخذ أشياء في خفاء " {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} " ° غلّ بصرُه: حاد عن الصّواب[14].

واصطلاحا قال ابن كثير أن الغلول جَمِيعُ وُجُوهِ الْخِيَانَةِ فِي أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَقَسْمِ الْغَنِيمَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.[15]

في الحقيقة  أن احدى الجرائم الداخلة في معنى القاروبسي الأساسي سوى الرشوة قد وقعت في عهد النبي ولو صورته او طريقته مختلفة. وهذا محكي في الحديثين التاليين:

1)   حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ كِرْكِرَةُ، فَمَاتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ فِي النَّارِ»، فَذَهَبُوا [ص:75] يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: " قَالَ ابْنُ سَلاَمٍ: كَرْكَرَةُ يَعْنِي بِفَتْحِ الكَافِ: وَهُوَ مَضْبُوطٌ كَذَا "[16]

2)   حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي الغَيْثِ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً، إِلَّا الأَمْوَالَ وَالثِّيَابَ وَالمَتَاعَ، فَأَهْدَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ، يُقَالُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ، لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلاَمًا، يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ، فَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادِي القُرَى، حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي القُرَى، بَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:144]، إِذَا سَهْمٌ عَائِرٌ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الجَنَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلَّا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ، لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا» فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ النَّاسُ جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ - أَوْ شِرَاكَيْنِ - إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ - أَوْ: شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ - "[17]

هذان الحديثان يحكيان عن تغتيم مال الغنيمة المسمى بالغلول. والسؤال هل الغلول خاص على الغنيمة؟

وقفا على ابن حجر العسقلاني الغلول هو الخيانة في المغنم. وقال محمد شمس الحق العظيم كل من خان على الخفية هو الغالّ.[18] ودل على عدم انحصار الغلول في الغنيمة حديث أخر في حكاية الموظف المستعمل وهو يأخذ أجرة خارج المحدود او المثبوت.

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ بَنِي أَسْدٍ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الأُتَبِيَّةِ عَلَى صَدَقَةٍ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى [ص:71] المِنْبَرِ - قَالَ سُفْيَانُ أَيْضًا فَصَعِدَ المِنْبَرَ - فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " مَا بَالُ العَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي يَقُولُ: هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي، فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ «، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ» أَلا هَلْ بَلَّغْتُ " ثَلاَثًا (أخرجه البخاري)[19]

وفي رواية مسلم: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، يُدْعَى: ابْنَ الْأُتْبِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا»، ثُمَّ خَطَبَنَا، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللهُ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَاللهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، إِلَّا لَقِيَ اللهَ تَعَالَى يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ "، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللهُمَّ، هَلْ بَلَّغْتُ؟»[20]

قوله ( واستعمل النبى صلى الله عليه وسلم رجلا من الأسد يقال له ابن اللتبية) أما الأسد فباسكان السين ويقال له الأزدى من أزد  شنوءة و يقال لهم الأزد و الأسد و قد ذكر ه مسلم فى الرواية الثانية. و أما اللتبية فبضم اللام و اسكان التاء و منهم من فتحها قالواهو خطأ ومنهم من يقول بفتحها. و كذا وقع فى مسلم فى رواية أبى كريب المذكورة بعد هذا قالوا وهو خطأ أيضا. و الصواب اللتبية باسكانها نسبة الى بنى لتب قبيلة معروفة. و اسم ابن اللتبية هذا عبد الله.

فى هذا الحديث بيان أن هدايا العمال حرام و غلول لأنه خان فى ولايته و أمانته ولهذا ذكر فى الحديث فى عقوبته و حمله ما أهدى إليه يوم القيامة كما ذكر مثله فى الغال. و قد بين صلى الله عليه وسلم فى نفس الحديث السبب فى تحريم الهدية عليه و أنها بسبب الولاية بخلاف الهدية لغير العامل فانها مستحبة و قد سبق بيان حكم ما يقبضه العالم و نحوه باسم الهدية و أنه يرده إلى مهديه فان تعذر فالى بيت المال.

حديث أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عاملا فجاءه العامل حين فرغ من عمله فقال يارسول الله هذا لكم وهذا أهدي لى فقال له  أفلا قعدت  فى بيت أبيك و أمك فنظرت أيهدى لك أم لا؟ ثم قال أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول هذا من عملكم و هذا أهدي لى أفلا قعد فى بيت أبيه و أمه فنظر هل يهدى له أم لا؟ فو الذى نفس محمد بيده لا يغل أحدكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه إن كان بعيرا جاء به له رغاء و إن كانت بقرة جاء بها لها خوار و إن كانت شاة جاء بها تيعر فقد بلغت فقال أبو حميد ثم رفع  رسول الله صلى الله عليه وسلم يده حتى إنا لننظر إلى عفرة إبطيه .

معنى الفمردات

استعمل عاملا :هو عبد الله بن اللتبيه . لا يغل : لا يخون . منها : أي من الصدقة. له رغاء : الرغاء صوت البعير . لها خوار : هو صمت البقرة. تيعر : من اليعار كغراب وهو الغنم أو المعزى أو الشديد من أصوات الشاة. عفرة إبطيه: العفرة البياض يخالطه لون كلون التراب , و كذلك لون باطن الإبط فلذا سمي عفرة و المعنى أنه عليه الصلاة و السلام بالغ فى رفع يديه حتى بدت عفرة إبطيه فرأيناها.

و فى هذا الحديث بيان أن هدايا العمال حرام و غلول لأنه خان فى ولايته و أمانته و لهذا ذكر فى عقوبته حمله ما أهدى إليه يوم القيامة كما ذكر مثله فى الغال.[22]


العقاب للقاروبسي


هذه عقوبات غير مقدرة وهي التعزيرات: وهي التي لم يحدد لها الشرع نوعاً ولا مقداراً معيناً، وإنما فوضها إلى تقدير الحكام لتطبيق ما يرونه محققاً للمصلحة بحسب ظروف الجاني والجناية.
والحكمة من تشريع الحدود أو العقوبات عامة: هو زجر الناس وردعهم عن اقتراف الجرائم الموجبة لها، وصيانة المجتمع عن الفساد، وتخليص الإنسان من آثار الخطيئة، وإصلاح الجاني. وجعل هذه العقوبات دائرة على ستة أصول: قتل، وقطع، وجلد، ونفي، وتغريم مال، وتعزير.[23]

الخلاصة

لفظ "القاروبسي" لم يوجد في نص القرآن او الحديث النبوي. بل لايجوز علينا أن نقول بأن الشرع لا يبالي بهذه الجريمة العظيمة. تعريف القاروبسي قريب من الرشوة و الغلول كليهما قد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

الراجع
صحيح مسلم بشرح النووى
اللؤلؤوالمرجانفيماتفقهعليهالشيخان , محمدفوادعبدالباقى
صحيح مسلم
حليةالأولياءوطبقات الأصفياء
شرح صحيح البخارى لابن بطال
فتح الباري لابن حجر
Dr. H. M. NurulIrfan, KorupsidalamHukumPidana Islam, (Jakarta: Amzah, 2014)
Moh. Asyiq Amrullah, Korupsi dalam Perspektif Fiqh, Fiqh Korupsi : Amanah Vs Kekuasaan, (NTB: SOMASI, 2003)
الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ ،وَهْبَة الزُّحَيْلِيّ





[1]آلعمران: 161
[2]لانهاورطفيهطبقةالمجتمعواكثروقوعا.
[3]هو لغة لاتينية
[4] Dr. H. M. NurulIrfan, KorupsidalamHukumPidana Islam, (Jakarta: Amzah, 2014), Hlm. 33
[5]Moh. Asyiq Amrullah, Korupsi dalam Perspektif Fiqh, Fiqh Korupsi : Amanah Vs Kekuasaan, (NTB: SOMASI, 2003) hlm. 268
[6]نفسالمرجع
[7]معجماللغةالعربيةالمعاصرة (2/ 897)
[8]فتحالباريلابنحجر (5/ 221)
[9]سبلالسلام (2/ 59)
[10]صحيحالبخاري (3/ 159)
[11]حليةالأولياءوطبقاتالأصفياء (5/ 294)
[12]شرحصحيحالبخارىلابنبطال (7/ 111)
[13]فتحالباريلابنحجر (5/ 221)
[14]معجماللغةالعربيةالمعاصرة (2/ 1637)

[15]تفسيرابنكثيرتسلامة(2/ 151)
[16]صحيحالبخاري (4/ 74)
[17]صحيحالبخاري (8/ 143)

[18]Moh. Asyiq Amrullah, Korupsi dalam Perspektif Fiqh, Fiqh Korupsi : Amanah Vs Kekuasaan, (NTB: SOMASI, 2003) ص. 286.
[19]صحيحالبخاري (9/ 70)
[20]صحيحمسلم (3/ 1463)
[21]صحيح مسلم بشرح النووى ,ج 1 ,دارالفكر,للطباعةوالنشروالتوزيع,1403 ه-1983م ,ص219-220
[22]اللؤلؤوالمرجانفيماتفقهعليهالشيخان , محمدفوادعبدالباقى, ج 2, ص244
[23]الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ ،وَهْبَة الزُّحَيْلِيّ ج. 10.بجامعة دمشق - كلّيَّة الشَّريعة

No comments:

Post a Comment