Wednesday 23 December 2015

Hadits tentang Takdir dan Manusia


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين على امور الدنيا والدين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد

فيا عباد الله أوصي نفسي واياكم بتقوى الله فقد فاز المتقون

قال الله تعالى إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ[1] وقال النبي : قَالَ: " لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، ومَجُوسُ  أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ، إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ. [2]"

الإيمان بالقدر أحد أصول الإيمان، وقد بيَّن هذا الكتاب والسنة مفهوم القدر، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن العمل والأخذ بالأسباب هو من القدر ولا ينافيه ولا يناقضه، وحذر أمته من الذين يكذبون بالقدر، أو يعارضون به الشرع.

وغضب الرسول صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً عندما خرج على أصحابه يوماً وهم يتنازعون في القدر، حتى احمرَّ وجهه، حتى كأنما فُقئ في وجنتيه الرمان، فقال: " أبهذا أمرتم، أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمت عليكم ألا تنازعوا فيه"

واستجاب الصحابة رضوان الله عليهم لعزيمة نبيهم وتوجيهه، فلم يُعرف عن أحد منهم أنه نازع في القدر في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته.


ولم يَردْ إلينا أن واحداً من المسلمين نازع في القدر في عهد الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان، وكل ما ورد إلينا أن أبا عبيدة عامر بن الجراح اعترض على رجوع عمر بالناس عن دخول الشام عندما انتشر بها الطاعون، وقال لعمر بن الخطاب: " يا أمير المؤمنين أفراراً من قدرة الله "؟ فقال عمر: " لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله. أرأيت إن كان لك إبل هبطت وادياً له عدوتان: إحداهما خصيبة، والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدرة الله "[3]

وبداية التنازع و الاختلاف بهذا في آخر عهد الصحابة[4]، منهم من قال لا قدر والأخر قال كل شيء بقدر الله لا قدرة الا بقدرته. وهذا التنازع استمر الى الحاضر حتى نعرف الفرقة القدرية والجبرية. وهذا التنازع ربما يوثر الى التكفير والتضعيف بين المسلمين.

فبهذه الخلفية نحن نحتاج الى التفهم على التقدير. ومن طرقه التفهم في الاحاديث النبوي عن هذا حتى نعلم ما المراد بالقدر ومكانة الناس تحت قدر الله.

التعريف

" القدر مصدر، تقول: قَدَرت الشيء بتخفيف الدال وفتحها أقْدِره بالكسر والفتح قَدْراً وقَدَراً، إذا أحطت بمقداره " .

والقدر في اللغة " القضاء والحكم ومبلغ الشيء، والتقدير التروية والتفكر في تسوية الأمر "  .

والقدر في الاصطلاح: " ما سبق به العلم، وجرى به القلم مما هو كائن إلى الأبد، وأنه - عز وجل - قدَّر مقادير الخلائق، وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى، وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها "  .

وقال ابن حجر في تعريفه: " المراد أنّ الله - تعالى - علم مقادير الأشياءوأزمانها قبل إيجادها، ثمّ أوجد ما سبق في علمه أنه يوجد، فكل محدث صادر عن علمه وقدرته وإرادته ".

ونقل السفاريني عن الأشعرية أن " القدر إيجاد الله - تعالى - الأشياء على قدر مخصوص، وتقدير معين في ذواتها وأحوالها طبق ما سبق به العلم وجرى به القلم ".
وهذه التعريفات متقاربة فيما بينها، وهي تفيد أن القدر يشمل أمرين:
الأول: علم الله الأزلي الذي حكم فيه بوجود ما شاء أن يوجده، وحدد صفات المخلوقات التي يريد إيجادها، وقد كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ بكلماته، فالأرض والسماء أحجامهما وأبعادهما وطريقة تكوينهما وما بينهما وما فيهما كل ذلك مدون علمه في اللوح المحفوظ تدويناً دقيقاً وافياً.

والثاني: إيجاد ما قدر الله إيجاده على النحو الذي سبق علمه وجرى به قلمه، فيأتي الواقع المشهود مطابقاً للعلم السابق المكتوب. والقدر يطلق ويراد به التقدير السابق لما في علم الله، ويطلق ويراد ما خلقه وأوجده على النحو الذي علمه.

وسئل الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - عن القدر فأجاب شعراً قائلاً:

فما شئتَ كان وإن لم أشأ # وما شئتُ إن تشأ لم يكنْ
    خلقتَ العباد على ما علمتَ # ففي العلم يجري الفتى والمُسِن
على ذا مننتَ وهذا خذلتَ # وهذا أعنتَ وهذا لم تُعِنْ
فمنهم شقي ومنهم سعيد # ومنهم قبيح ومنهم حَسَنْ

القضاء: الفصل والحكم. وقد تكرر في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر (القضاء) وأصله القطع والفصل. يُقال: قضى يقضي قضاء فهو قاضٍ، إذا حكم وفصل. وقضاء الشيء إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه، فيكون بمعنى الخلق.

وقال الزهري: القضاء في اللغة على وجوه، مرجعها إلى انقضاء الشيء وتمامه، وكل ما أُحكم عمله، أو أُتمَّ، أو أُدِّى، أو أُوجب، أو عُلم، أو نُفِّذ، أو أُمضى، فقد قضي، وقد جاءت هذه الوجوه كلها في الأحاديث.

 والعلماء في التفرقة بين القضاء والقدر
القضاء هو العلم السابق الذي حكم الله به في الأزل، والقدر وقوع الخلق على وزن الأمر المقضي السابق. يقول ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: " قال العلماء القضاء هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل، والقدر جزيئات ذلك الحكم وتفاصيله "[5]

الاحاديث في القدر

·        عن ابن عمر قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ»[6]

·        حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، ومَجُوسُ  أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ، إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ "[7]

·        «أخاف على أمتي من بعدي ثلاثا: حيف الأئمة وإيمانا بالنجوم وتكذيبا بالقدر» .
(صحيح) ... [ابن عساكر] عن أبي محجن. الصحيحة 1127: ابن عبد البر في الجامع.[8]


تفسير الاحاديث

هذه الاحاديث شرحت لنا انه واجب علينا ان نؤمن بالقدر، وهو اما خير واما شر. والتكذيب به مخوف على الرسول. ومن لا يؤمن بالقدر مجوس هذه الامة. قال الاشقر سمى الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الفريق بمجوس هذه الأمة، لأن المجوس يقولون بوجود خالقين اثنين: النور والظلمة، وهذا الفريق يقولون بوجود خَالِقين، بل يزعمون أن كلَّ واحد خالق من دون الله، وقد أمر الرسول صلى الله وسلم بهجران هذا الفريق، فلا يزارون ولا يعادون. اه[9] وهذه الاحاديث ايضا دليل على رد من قال لا قدر لله.

ودل على وجوب الايمان بالقدر كثير من أيات القرآن منها الفرقان الاية الثانية "وخلق كل شيء فقدره تقديرا" والسورة الحجر الاية احدى وعشرين "وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم"
بين الله بهذه الايات أن قدر الله تعالى شائع على كل شيء ما خلقه الله. "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم[10] والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم"[11] والحاصل "قد جعل الله لكل شيء قدرا"[12]

فكل الوقائع في العالم من وقوعها، ومقاديرها في موقع ووقت معين هو المسمى بالتقدير.ليست الاشياء واقعة الا بقدره تعالى وكذلك الانسان. تلك الوقائع في علم الله وتقديره وهما عند العلماء سمي بسنة الله. الشمس والقمر وما بين السماء والارض قدر الله تقديرها ولا هم تعرضون.
"ائتيا طوعا او كرها قالتا آتينا طائعين"[13] وهذه الاية تصور على عدم الاختيار للعالم.[14]

هل كذلك على الانسان؟

الانسان له الاستطاعة المنحصرة بما قدره الله. هذا الانسان، مثلا، لا يطير كالطيور. هذا تقدير او حد في الاستطاعة قد أعطاها الله لهم. هم لن يتجوزواه، الا يستعملون ويستخدمون عقولهم لصناع الالة. ولعقولهم قدر او حد غير متجوّز. و بجانب أخر، الانسان كان تحت احكام الله، كل اعمالنا لا يخلو من احكام الله التي لها قدر و حد معين. ولكن لكثرة الاحكام ولنا الاستطاعة على الاختيار – ليس كمثل الشمس والقمر- فنختار أي شيء من المقادير قدر الله على الشيء المختار. النار حار ومخرق, والريح مريح و مبرد هذا تقدير والانسان في اختيار النار المخرق او الريح المريح. وعنا نحتاج الى المعرفة و همة الالهام او الهداية الالهية. فينبغي علينا ان ندعو بدعاء الرسول

"اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين"

حينما اعترض أبو عبيدة عامر بن الجراح على رجوع عمر بالناس عن دخول الشام عندما انتشر بها الطاعون، وقال لعمر بن الخطاب: " يا أمير المؤمنين أفراراً من قدرة الله "؟ فقال عمر: " لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله. أرأيت إن كان لك إبل هبطت وادياً له عدوتان: إحداهما خصيبة، والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدرة الله "[15]

وكذلك علي كرم الله وجهه يجلس باضافة ظهره الى الجدار وكاد منهدما ثم نقل الى مكان أخر. والناس حواليه يسألون اليه بما تقدم من سؤال. اجاب علي كمثل اجابة عمر رضي الله عنه.

انهدام الجدار و الطاعون هما تقدير من الله، فمن لم ينقل فعليه العاقبة. والعاقبة ايضا تقدير من الله والسلامة منها كذلك تقدير من الله. أليس الله اعطانا الاستطاعة في الاختيار؟ وهذه الاستطاعة ايضا تقدير قد اعطاها الله لنا. فلذلك الانسان لا يخلو من التقدير خيره وشره. لأن التقدير كما في الحديث ليس بشر وشيء خاسر فقط ولكن شيء ايجابي و خير ايضا.

وبهذا الشرح قد تبين لنا أن التقدير لا يحيل الانسان على تعيين مستقبله مع استعانة رب العالمين.[16]

المراجع
-         القرآن الكريم
-         مسند أحمد ط الرسالة
-         صحيح مسلم
-         صحيح الجامع الصغير وزيادته
-         قريش شهاب، واواسان القرآن
-         عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر العتيبي، القضاء والقدر





[1] سورة القمر الاية 49
[2] مسند أحمد ط الرسالة (9/ 415)
[3] القضاء والقدر للأشقر (ص: 15- 16)
[4]انظر الي "القضاء والقدر للأشقر" هناك باب في نظرة في تاريخ القدر
[5] القضاء والقدر للأشقر (ص:21-24)
[6] صحيح مسلم (1/ 37
[7] مسند أحمد ط الرسالة (9/ 415)
[8] صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 103)
[9] القضاء والقدر للأشقر (ص: 54)
[10] يس الاية 38
[11] يس الية 39
[12] الطلاق الاية 3
[13]فصلت الاية 11
[14] قريش شهاب في واواسان القرآن ص: 83
[15] القضاء والقدر للأشقر (ص: 15- 16)
[16] قريش شهاب واواسان القرآن ص: 86

No comments:

Post a Comment