oleh :
M.e. Widjaya
الباب
الاول
مقدمة
الحمد لله رب العالمين وبه
نستعين على أمور الدنيا والدين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وأله وصحبه أجمعين، سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا
عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة : 32] رَبِّ اشْرَحْ
لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي،
يَفْقَهُوا قَوْلِي، وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي [طه : 25 - 29]، أما بعد
ففي هذه الرسالة ستشرح
معرفتان من فصول معرفة الرواة الحديث. الاول معرفة المبهمات والثاني معرفة من له أسماء متعددة
وما يتعلق بهما. سهلنا ربنا بما نتعلم وبارك لنا ما قد علمناه.
أ.
الخلفية
كما
علمنا أن الحديث اما مقبول واما مردود. وهذا لا يخلو من معرفة احوال رواة الحديث.
ولمعرفة احوال الرواة فلا بد من معرفة اسماء الرواة معرفة واضحة. ففي الحديث قد
يوجد ابهام اسم من غير ذكر اسماءهم وذا تارة في السند وتارة أخرى في المتن وهذا ما
يسمي بالمبهمات في علوم الحديث. وفي الحديث قد يذكر الراوي باسم ليس هو مشهورا به بسبب تعدد الاسماء له او بسبب أخر.
والحديث لا يمكن
التصحيح والتضعيف ومعرفة درجته إلا بعد الوصول إلى اسم الراوي، ومعرفة حاله. فلذلك
معرفة المبهمات ومعرفة من له أسماء متعددة مهم جدا بالنسبة الى ذلك
المذكور.
ب.
رموز
المسألة
-
معرفة
المبهمات وما يتعلق بها
-
معرفة
من له اسماء متعددة وما يتعلق به
ت.
أهداف
الكتابه
لاستيفاء وظيفة دراسة علوم
الخديث و تطوير العلم فيه.
الباب الثاني
المباحث
المبحث الاول – معرفة
المبهمات
التعريف
لغةً
: المبهمات جمع "مبهم"، وهو اسم مفعول من "الإبهام" ضد
الإيضاح
فبذلك نعرف أن المبهم الراوي رجلا كان او مرأة الذي لم
يذكر اسمه وضوحا باسمه في سند الحديث او متنه. ومعرفة المبهمات معرفة كل الراوي
المبهم.
من
فوائده
أ.
إن كان الإبهام
في السند:
-
ويفيد رفع الْإِرْسَال[4].
ب.
وإن كان في
المتن: فله فوائد كثيرة
-
أبرزها معرفة صاحب القصة أو السائل حتى إذا كان في
الحديث منقبة له عرفنا فضله، وإن كان عكس ذلك،
-
فيحصل بمعرفته السلامة من الظن بغيره من أفاضل الصحابة[5].
كما قَالَ
الشَّيْخُ وَلِيُّ الدِّينِ: وَمِنْ فَوَائِدِ تَبْيِينِ الْأَسْمَاءِ
الْمُبْهَمَةِ:
-
تَحْقِيقُ الشَّيْءِ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ
النَّفْسَ مُتَشَوِّقَةٌ إِلَيْهِ.
-
وَأَنْ يَكُونَ فِي الْحَدِيثِ مَنْقَبَةٌ لَهُ
فَيُسْتَفَادُ بِمَعْرِفَةِ فَضِيلَتِهِ.
-
وَأَنْ يَشْتَمِلَ عَلَى نِسْبَةِ فِعْلٍ غَيْرِ
مُنَاسِبٍ إِلَيْهِ، فَيَحْصُلَ بِتَعْيِينِهِ السَّلَامَةُ مِنْ جَوَلَانِ
الظَّنِّ فِي غَيْرِهِ مِنْ أَفَاضِلِ الصَّحَابَةِ وَخُصُوصًا إِذَا كَانَ ذَلِكَ
مِنَ الْمُنَافِقِينَ. .
-
وَأَنْ يَكُونَ سَائِلًا عَنْ حُكْمٍ عَارَضَهُ حَدِيثٌ
آخَرُ، فَيُسْتَفَادُ بِمَعْرِفَتِهِ هَلْ هُوَ نَاسِخٌ، أَوْ مَنْسُوخٌ إِنْ
عُرِفَ زَمَنُ إِسْلَامِهِ.
-
وَإِنْ كَانَ الْمُبْهَمُ فِي الْإِسْنَادِ
فَمَعْرِفَتُهُ تُفِيدُ ثِقَتَهُ، أَوْ ضَعْفَهُ، لِيَحْكُمَ لِلْحَدِيثِ
بِالصِّحَّةِ أَوْ غَيْرِهَا[6].
طريقة
معرفتها
-
يُعْرَفُ الْمُبْهَمُ بِوُرُودِهِ مُسَمًّى فِي بَعْضِ
الرِّوَايَاتِ ، وَذَلِكَ وَاضِحٌ،
-
وَبِتَنْصِيصِ أَهْلِ السِّيَرِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْهُمْ،
-
الاستدلال بِوُرُودِ حَدِيثٍ آخَرَ أُسْنِدَ لِذَلِكَ
فِيهِ لِمُعَيَّنٍ مَا أُسْنِدَ لِذَلِكَ الرَّاوِي الْمُبْهَمِ فِي ذَلِكَ.
أقسامها
انطلاقا
من التعريف المبهمات بحسب موضعه تنقسم
الى قسمين. الاول المبهم في السند والثاني المبهم في المتن.
كما
قسمه ابن كثير إلى قسمين:… يقسمونه العلماء -رحمهم الله- إلى قسمين:
المبهم
في المتن، والمبهم في الإسناد. كثيرا ما يأتي المبهم في المتن، بأن يقول: قال رجل.
ولا سيما إذا كان فيه منقبة، فإن الصحابي يريد التحديت بالحديث، ولكنه لا يريد أن
يزكي نفسه، فلا يقول: جئت إلى النبي وقلت له كذا، وقال لي كذا، وإنما في الغالب أن
يقول: قال رجل أو جاء رجل، وهذا معروف عنهم -رضي الله عنهم[7].
والمثال في السند ما روى أبو
داود قال: حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن منصور عن ربعي بن حراش عن امرأته
عن أخت لحذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يا معشر النساء، أما لكن في الفضة ما تحلين به، أما إنه ليس منكن امرأة تحلى
ذهبا تظهره إلا عذبت به". أخت حذيفة بن اليمان اسمها فاطمة، وقيل خولة. وامرأة
ربعي لم تعرف مما يضعف الحديث[8].
ينقسم
المبهم بحسب شدة الإبهام أو عدم شدته إلى أربعة أقسام، كما قسمه ابن الصلاح في
مقدمته.
وتبدأ
بأشدها إبهاما:
أ.
رجل أو امرأة: كحديث
ابن عباس: أن "رجلا" قال: يا رسول الله، الحج كل عام؟ " هذا الرجل هو
الأقرع بن حابس.
ب.
الابن والبنت: ويلحق
به الأخ والأخت، وابن الأخ وابن الأخت، وبنت الأخ وبنت الأخت. كحديث أم عطية في غسل
"بنت" النبي صلى الله عليه وسلم بماء وسدر. هي زينب رضي الله عنها.
ت.
العم والعمة: ويلحق به الخال والخالة، وابن أو بنت العم والعمة،
وابن أو بنت الخال والخالة؛ كحديث رافع بن خديج عن "عمه" في النهي عن المخابرة،
اسم عمه ظهير بن رافع، وكحديث "عمة" جابر التي بكت أباه لما قتل يوم أحد،
اسم عمته فاطمة بنت عمرو.
ث.
الزوج والزوجة: حديث الصحيحين في وفاة "زوج" سبيعة،
اسم زوجها سعد بن خولة. وكحديث "زوجة" عبد الرحمن بن الزبير التي كانت تحت
رفاعة القرظي، فطلقها، اسمها تميمة بنت وهب[9].
حكمه
حكم روايته: عدم القبول، حتى يصرح الراوي
عنه باسمه، أو يعرف اسمه بوروده من طريق آخر مصرحًا فيه باسمه.
وسبب رد روايته جهالة عينه؛ لأن من أبهم اسمه جهلت عينه، وجهلت عدالته
من باب أولى، فلا تقبل روايته.
لو أبهم بلفظ التعديل، فهل تقبل روايته؟،
وذلك مثل أن يقول الراوي عنه: "أخبرني الثقة". والجواب: أنه لا تقبل روايته أيضا على
الأصح؛ لأنه قد يكون ثقة عنده، غير ثقة عند غيره[10].
المصنفات قيه
-
كتاب "المستفاد من مبهمات المتن والإسناد" لولي الدين العراقي.
-
غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة لخلف بن عبد الملك بن بشكوال أبو
القاسم
-
الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة للخطيب البغدادي
المبخث
الثاني - معرفة من له اسماء متعددة
وما يتعلق به
تعريفه
هو راوٍ
وصف بأسماء، أو ألقاب، أو كنى مختلفة، من شخص واحد أي مِنْ رَاوٍ وَاحِدٍ عَنْهُ يُعَرِّفُهُ
مَرَّةً بِهَذَا وَمَرَّةً بِذَاكَ ، أو من جماعة اي مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ، يعَرِّفُهُ
كُلُّ وَاحِدٍ بِغَيْرِ مَا عَرَّفَهُ الْآخَرُ، فَيَلْتَبِسُ عَلَى مَنْ لَا مَعْرِفَةَ
عِنْدَهُ، بَلْ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالْحِفْظِ[11].
مثاله
-
من راو واحد: اسْتَعْمَلَ
الْخَطِيبُ كَثِيرًا مِنْ هَذَا فِي شُيُوخِهِ فَيَرْوِي فِي كُتُبِهِ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ
الْأَزْهَرِيِّ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ الْفَارِسِيِّ، وَعَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيِّ، وَالْكُلُّ وَاحِدٌ[12].
-
من جماعة: مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ الْمُفَسِّرُ
الْعَلَّامَةُ فِي الْأَنْسَابِ أَحَدُ الضُّعَفَاءِ،
هُوَ
أَبُو النَّضْرِ الْمَرْوِيُّ عَنْهُ حَدِيثُ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وَعَدِيِّ بْنِ
بَدَّاءٍ فِي قِصَّتِهِمَا النَّازِلِ فِيهَا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ
بَيْنِكُمْ} [المائدة: 106] الْآيَةَ، رَوَاهُمَا عَنْهُ بَاذَانُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ
بْنِ إِسْحَاقَ وَهِيَ كُنْيَتُهُ.
وَهُوَ حَمَّادُ بْنُ السَّائِبِ رَاوِي حَدِيثِ
( «ذَكَاةُ كُلِّ مَسْكٍ» ) - بِفَتْحِ الْمِيمِ - أَيْ: جِلْدٍ (دِبَاغُهُ) . رَوَاهُ
عَنْهُ إِسْحَاقُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَبُو
أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَسَمَّاهُ حَمَّادًا أَخْذًا مِنْ مُحَمَّدٍ.
وَقَدْ غَلِطَ فِيهِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ الْحَافِظُ، وَالنَّسَائِيُّ.
وَهُوَ
أَبُو سَعِيدٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ التَّفْسِيرَ ، وَكَنَّاهُ
بِذَلِكَ لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّهُ إِنَّمَا يَرْوِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وَهُوَ
أَبُو هِشَامٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثَ لَمَّا نَزَلَتْ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ}
[الأنعام: 65] الْحَدِيثَ؛ كَنَّاهُ بِابْنِهِ هِشَامٍ.
وَهُوَ
مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ بِشْرٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ أَيْضًا[13].
من فوائده
-
عدم الالتباس في أسماء الشخص الواحد، وعدم الظن بأنه أشخاص
متعددون.
-
والتحرز من توثيق الضعيف وتضعيف الثقة
-
إظهار تدليس المدلسين، فإن أكثر ذلك إنما
نشأ من تدليسهم، يغربون به على الناس. فيذكرون الرجل باسم ليس هو مشهورا به، أو يكنونه
ليبهموه على من لا يعرف[14].
الفرق بين هذا وتدليس الشيوخ[15]
تدليس الشيوخ هو
ان يروي الراوي عن شيخ حديثا سمعه منه فيسميه او يكنيه او ينسبه او يصفه بما لا
يعرف به كي لا يعرف. أي أن يروي الراوي المدلس عن شيخ حديثا سمعه منه، يعني لا يوجد
إسقاط ولا حذف في تدليس الشيوخ، لكن يوجد تمويه وتغطية لاسم الشيخ، أو كنيته، أو نسبته،
أو صفته.
فمن هذا تشابه
بين هذا المبحث والتدليس في التسمية المتعددة للراوي. ولكن هذا المبحث أعم من تدليس
الشيوخ؛ لأن تعدد أسماء الراوي إن كان بقصد فهو التدليس، وإن لم يكن بقصد فهذا ليس
بتدليس؛ لأنه هكذا وقع.
مثل الزهري مثلا: تارةً يُسمى باسم، يعني:
يأتي في الأسانيد عن الزهري، وتارة عن ابن شهاب، وتارة عن محمد بن مسلم، وإن كان نادرا.
ومثل الأعمش: تارة باسم الأعمش، وتارة
حدثنا سليمان، وكثير في الرواة.
ومثل سالم سبلان هذا لم يقصد الرواة تدليسه،
لم يقصد الرواة تدليسه، وإنما هو له ولاؤه إلى جهات متعددة، فيذُكر بها.
ولكن الذي كَثُر واهتم به العلماء هو التدليس،
الذي هو تعدد أسماء الرواة بقصد، وهو الذي يسمونه تدليس الشيوخ.
وللخطيب البغدادي
كتاب اسمه "مُوَضِّح أوهام الجمع والتفريق"، يعني: شخص واحد يرد بأسماء متعددة،
فقد يترجم له البخاري، والبخاري معذور، له أعذار، أو ابن أبي حاتم يترجمون له في أماكن.
فيبين الخطيب أن هذا واحد تعدد اسمه، أو كذلك قد
يحكم الإمام أحمد بأنه..، المهم أن هذا فن -يعني- لا يختص بالتدليس، وإن أتى بقصد فهو
تدليس الشيوخ، وإن أتى بغير قصد فهو -يعني- يدخل تحت هذا النوع "معرفة من له أسماء
متعددة"، ليس بقصد، وإنما هكذا ورد في الروايات
أشهر
المصنفات فيه[16]
-
إيضاح الإشكال، للحافظ
عبد الغني بن سعيد.
-
موضح أوهام الجمع والتفريق، للخطيب البغدادي.
الباب
الثالث
خاتمة
الحمد لله رب
العالمين، مما تقدم عرفنا أن في الحديث من أبهم اسمه وذلك اما في السند واما في
المتن وكذلك ايضا من له اسماء متعددة وذا اما من راو واحد واما من جماعة. وفي
معرفة كلاهما فوائد ومن اهمها
كشف احوال
الراوي حتى تعرف درجة الحديث
هل هو صحيح ام
حسن ام ضعيف.
المراجع
إبراهيم بن عبد الله
بن عبد الرحمن اللاحم، شرح اختصار علوم الحديث
أبو حفص محمود بن أحمد بن محمود طحان النعيمي،
تيسير مصطلح الحديث (مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، 2004م)
برهان الدين أبو
إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل الجعبريّ، رسوم التحديث في علوم الحديث
(دار ابن حزم- لبنان / بيروت، 2000م)
عبد الرحمن بن أبي
بكر، جلال الدين السيوطي، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (دار طيبة)
عثمان بن عبد الرحمن،
أبوعمرو، تقي الدين المعروف بابن الصلاح، معرفة أنواع علوم الحديث/مقدمة ابن الصلاح
(دار الفكر- سوريا، دار الفكر المعاصر
– بيروت، 1986م)
نور
الدين محمد عتر الحلبي، منهج النقد في علوم الحديث (دار الفكر دمشق-سورية، 1997م)
No comments:
Post a Comment